نجحت الضربة العسكرية الايرانية في احداث صدمة داخل الشارع الاسرائيلي, فاطلاقُ حوالى 170 مسيّرة و140 صاروخا, وتوجيهُها نحو اهداف داخل العمق الاسرائيلي على دفعات متتالية كانت سابقة, وصحيح انها شكلت اول مواجهة مباشرة بين اسرائيل وايران, لكنها ماذا بعد الرد الايراني؟ وكيف سيكون الرد الإسرائيلي في حين أن العالم يتخوف من حرب إقليمية مدمرة قد تشعل فايل حرب عالمية ثالثة.
معنوياً, استعادت ايران ثقةً كادت تفقدها عند دول الممانعة, لكنها خلقت من جديد تعاطفا دوليا مع اسرائيل كانت قد فقدت الاخيرة قسما كبيرا منه بعد ممارساتها في حرب غزة.
وبعد الهجوم الإيراني على إسرائيل كان أول تعليق لـ"حزب الله" حيث أصدر وصف فيه القرار بالشجاع والحكيم والرد الحازم على العدوان الصهيوني على القنصلية الإيرانية في دمشق, معتيراً أن إيران قامت بحقها الطبيعي والقانوني بالرغم من التهديد والتهويل والضغوط .
في حسابات اسرائيل التي ادعت الانتصار ايضا, الحسابات مختلفة, فاسرائيل احتاجت لمساندة الولايات المتحدة,بريطانيا, وفرنسا اضف اليها الاردن لمواجهة الرد الايراني, وهي ولو تمكنت من اعادة توحيد صفوفها الداخلية في مواجهة الضربة الايرانية واعادة التحالف الغربي معها و اعادة احياء فكرة ما تسميه تحالفا دوليا في مواجهة ايران وجدت نفسها امام الخط الاحمر الاميركيّ: ممنوع الرد على الرد الايرانيّ. وهنا دور المايسترو الذي تلعبه واشنطن.
اما الاهم بالنسبة للادارة الاميركية, فمنع الانجرار الى توسعة الحرب, ووقف التوتر, والسعي لاعادة طرفي النزاع الى هدوء وتفاوض يؤدي الى حل دائم على مستوى المنطقة ككل,قد تستكمل معالمه في سلطنة عمان حيث تتفاوض اصلا واشنطن وطهران ولو غير مباشرة.
واذ يجتمع مجلس الحرب الاسرائيلي في هذه الاثناء لبحث خيارات الرد فان هناك من اقترح داخل الحكومة الاسرائيلية بان يكون الرد سيبرانيا غير انه لو اراد الذهاب الى حرب لفعل منذ اول صاروخ ايراني, وسيكون الاسرائيلي مقيدا ايضا بعوامل داخلية وبمواقف الخارج الباحث عن استقرار المنطقة.
اما مجلس الوزراء اللبناني يتعذر الوصول اليه بداعي السفر وتعطل حركة الملاحة لكن الرئيس نجيب ميقاتي
وعلى ضوء هذه الأحداث المتسارعة والخطيرة, دعا رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي لجلسة حكومية طارئة لما يحتم الوضع من مسؤولية وطنية وضرورة لاستمزاج آراء معظم الوزراء ثم تم استبدلها بجلسة تشاورية فقط تُعقد في نفس التاريخ والمكان والزمان المُقرر.
في حين حقّق "التيار الوطني الحر" انتصاراً قوياً في انتخابات مهندسي بيروت, بالشراكة مع "حزب الله" وحركة "أمل" وقوى سياسية أخرى, على حساب القوات اللبنانية والكتائب وتيار المستقبل, كما خسرت القوات والمستقبل والمردة في انتخابات طرابلس بعد فوز المرشح المحسوب على " تيار الكرامة " بالشراكة مع جمعية المشاريع وتيار العزم.
ولقد حقّق مرشح "التيار" فادي حنا الفوز بفعل حصوله على كامل الأصوات الشيعية (الحزب والحركة) بنسبة ٩٨٪.