تتجه الانظار اليوم الى القاهرة حيث تناقش حركة حماس الردَ الاسرائيلي على مقترح مصري جديد لتبادل الاسرى بين الطرفين, يرضي مخاوفَهما, ويمهد لمحادثات جديدة لوقف النار بالكامل.
وكما الانظار الى القاهرة, كذلك الى الرياض, حيث ترأس وزير الخارجية السعودي بالامس, اعمالَ اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية متابعة تطورات غزة, واستعرضت تكثيف العمل لوقف النار في القطاع, والخطوات اللازمة لتنفيذ حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين.
فعلى وقع الهجمة الديبلوماسية التي سجلتها الأيام القليلة الماضية في اتجاه لبنان والتي رفع من مستواها الديبلوماسي كل من وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه ونظيره البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني اللذان وصلا بفارق ساعات قليلة الى بيروت, تلاحقت السيناريوهات التي تحاكي مصير الجهود المبذولة لخفض التوتر في الجنوب وتسهيل الوصول الى تقصير مرحلة خلو سدة الرئاسة من شاغلها.
وإن كانت زيارتا الموفدين الفرنسي والبحريني الى بيروت قد تزامنتا في توقيتهما بالصدفة, فإن لكل منهما مهمة مختلفة عن الآخر.
وكشفت مصادر سياسية وديبلوماسية أن من المهم جدا انتظار ما يمكن ان تنتهي إليه هذه الجولات الجديدة في ظل الفوارق الكبرى بين مهمات وقدرات أي من هؤلاء, ان ادرجوا على لائحة الوسطاء الدوليين والاممين.
فلقد بات واضحاً ان مهمة سيجورنيه جاءت لاستكمال المسار الذي بدأته الادارة الفرنسية في اللقاء الذي شكل الذروة في الاجتماع قبل ايام بين الرئيس ايمانويل ماكرون ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون والاتصال الذي أجراه ماكرون برئيس مجلس النواب نبيه بري.
وعليه فإن ما نسج من توقعات حول الزيارة تحدثت عن مجموعة من الاقتراحات الفرنسية الجديدة بصيغة متطورة في البعض من جوانبها المتصلة بالمهل الفاصلة بين مرحلة التوصل الى وقف منفصل لوقف النار في جنوب لبنان بمعزل عن الوضع في قطاع غزة, والترتيبات الخاصة بتنفيذ القرار 1701 وتجميد الخروقات الاسرائيلية مقابل انسحاب المسلحين ومعهم السلاح غير الشرعي من المنطقة الحدودية وتسلم الجيش وقوات "اليونيفيل" مهام الامن فيها, وكل ذلك من أجل تمهيد الأجواء التي تسمح بالتوافق على عقد جلسة لانتخاب الرئيس العتيد للجمهورية.
اما بالنسبة الى مهمة الوزير البحريني فقد بقيت المعلومات المتصلة بالزيارة شحيحة وغامضة لو لم يتم ربطها بالتحضيرات الجارية للقمة العربية وما يمكن القيام به في الأيام القليلة الفاصلة عن موعد القمة الثالثة والثلاثين التي تستضيفها البحرين في السادس عشر من أيار المقبل. ولكن ما كان لافتاً عندما تناول الإعلام البحريني الزيارة ولقاءاته التي انحصرت بكل من الرئيس ميقاتي ونظيره عبدالله بو حبيب من دون أي لقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري بأنها تندرج "في إطار محاولة إحداث خرق في القمة العربية الثالثة والثلاثين التي تستضيفها البحرين".
بالإضافة الى القول بانه "سيطرح معهما اهمية التوصل الى حل الأزمتين العسكرية والسياسية في لبنان من خلال مسعى ديبلوماسي بحريني لإنجاح القمة". وهو كلام شكل لغزا من السابق لأوانه فهمه, بانتظار ما قد يطرحه وعما إن كان للقيادة البحرينية مبادرة جديدة مختلفة عما يسعى إليه القادة الخليجيون من الرياض الى الدوحة والتي لم تنته بعد اي منها الى صيغة قابلة للتطبيق.
وفي السياق, نصحت مراجع ديبلوماسية بضرورة انتظار ما ستنتهيان اليها, والتنبه في هذه اللحظات الدقيقة الى ما يجري التحضير له ما بين القاهرة وتل أبيب حيث انشغلت الاوساط بالبحث عما يطبخ بشأن مفاوضات الاسرى بينهما استنادا الى ما سمي بـ "المبادرة المصرية الجديدة" على مستوى مديري المخابرات ووفد عسكري وديبلوماسي مصري رفيع المستوى وما يجري من مفاوضات دقيقة ما بين واشنطن والرياض على مستوى وزيري الخارجية وربما كان هناك لقاء استثنائي بين وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ان توسع البحث بما تشترطه السعودية للبحث باستئناف مفاوضات التطبيع مع اسرائيل بعد التوصل الى اليوم التالي وما تريده الرياض على مستوى حل الدولتين او ما تسميه توفير الحد الادنى من حقوق الفلسطينيين باقامة دولتهم الى جانب اسرائيل.