كتبت زينب محسن- في الرأي:

في الجنوب اللبناني, حيث يلتقي صمت الدولة مع تهديدات مستمرة من العدوان الإسرائيلي, يقف قائد الجيش رودولف هيكل كرمز للشجاعة والثبات, فكلماته الصريحة لم تكن تحذيراً عادياً, بل صرخة تحذر من الفراغ الرسمي الذي يهدد استقرار الأهالي, ويترك المنطقة عرضة لكل أنواع الاعتداءات والاستغلال. كررها بحزم "العلاقة الجيدة بين الجيش والأهالي, لا تكفي" فالاستقرار يتطلب وجود الدولة الكامل.
أمس, أطلّ الخطر على الجنوب بأسلوب عنيف ودموي. فقد شنت إسرائيل سلسلة غارات جوية مركّزة استهدفت النبطية وجرود الهرمل, وأدت إلى استشهاد حسن عطوي, أحد جرحى تفجير "البيجرر", وزوجته زينب رسلان, وهم في طريقهم لاصطحاب اولادهم من المدرسة. لم تتوقف الطائرات عند ذلك, بل استهدفت مواقع مزعومة لقوة "الرضوان" في بعض من مناطق الهرمل, بذريعة مللنا سماعها والتبرير لها بشكل لا ارادي!
وفي الداخل, لم تغب الملفات الحساسة عن التداول, فقد ناقش مجلس الوزراء ملف سلاح "حزب الله" وجمعية "رسالات", وقرر تعليق عمل الجمعية مؤقتًا حتى استكمال التحقيقات, مع التأكيد على حماية الحق القانوني للجمعيات في ممارسة نشاطها.
في ظل هذه التحديات, يبقى السؤال الأكبر: هل ستستجيب الدولة لتحذيرات الجيش, وتعيد حضورها الفعلي إلى الجنوب, قبل أن يتحوّل الفراغ إلى كارثة أمنية واجتماعية؟