بعد أيام من التهويل عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي حول "العاصفة الرملية الخطيرة" التي قيل إنها ستجتاح لبنان, وجد اللبنانيون أنفسهم أمام مشهد طبيعي معتاد لا يرقى حتى إلى مستوى المفاجأة. رياح خماسينية موسمية, تتكرر سنوياً في مثل هذا الوقت, مرّت من دون أي أضرار تُذكر, لا على المستوى الزراعي ولا البيئي, ما أثار موجة سخرية وتساؤلات بين الناس: أين العاصفة التي خُيّل إلينا أنها ستقلب البلاد رأساً على عقب؟

المفارقة أن بعض الدوائر الرسمية تجاوبت مع هذه الموجة التهويلية, فأصدرت إرشادات وتحذيرات دعت فيها المواطنين إلى عدم الخروج من منازلهم, واتباع سبل الوقاية, في مشهد لم يُترجم على أرض الواقع, إذ لم يلتزم أحد بهذه التوصيات, إدراكاً من الناس أن ما يُروّج له غالباً ما يكون مبالغاً فيه.
ويبدو أن مواقع التواصل الاجتماعي لعبت دوراً محورياً في تضخيم الحدث, عبر نشر أخبار ومقاطع مصورة من دول أخرى على أنها من لبنان, ما ساهم في خلق حالة من الذعر المؤقت, قبل أن يتبيّن أن ما جرى لا يعدو كونه موجة خماسينية تقليدية اعتاد عليها اللبنانيون.
الحدث أعاد تسليط الضوء على أزمة فقدان الثقة بين الناس والجهات المعنية بالتنبؤات الجوية, كما كشف عن هشاشة التعامل مع الظواهر الطبيعية في زمن السوشيال ميديا, حيث يكفي منشور واحد لتعميم الفوضى والمبالغة.