مع تصاعد وتيرة التهديدات الإسرائيليّة التي تلوّح بتوسيع الحرب مع لبنان في حال عدم إعادة مستوطني الشمال, أطلقَ الحوثيون صاروخاً باليستياً سقطَ في منطقة مفتوحة في تل أبيب, بعدما أخفقت القبة الحديدية في التصدّي له. وبينما يُعدّ هذا الإستهداف الأول من نوعه وبالتالي الأهم منذ بدء الحرب على غزة, ذكّر رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بضربه مرفأ الحديدة, متوعداً بالرد سريعاً.
وفي ظلّ التطورات الخطيرة, يصل المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى الأراضي المحتلة, اليوم, لإجراء محادثات حول خفض التصعيد على الجبهة اللبنانية, ومنع توسّع الحرب, مع تأكيد النيات الإسرائيلية بشنّ عملية واسعة وقويّة في لبنان, ما يجعل مهمة هوكستين أكثر صعوبة وسط الحديث عن عدم زيارته لبيروت بعد تل أبيب.
في السياق, وصفت مصادر متابعة لـ"الأنباء" الإلكترونية زيارةَ هوكشتاين "بالفرصةِ الأخيرة", مع ارتفاع حدّة التهويل الإسرائيلي, إذ إنَّ رئيس وزراء العدو كان يتحضّر لدرس الهجوم على لبنان, وتغيير الوضع على الجبهة اللبنانية مع الحكومة, إلّأ أنّه بعد إستهداف الحوثي, باتَ أسيرَ الميدان, بالإضافة إلى الضغط الذي يتعرّض له من قبل عائلات الأسرى, التي حذرت من أن توسيع العملية العسكرية شمالاً من دون إبرام صفقة تبادل هو حكم بالإعدام على الأسرى.
توازياً, وسط هذه الأجواء الضبابية, تستعد "الخماسية", بعد اجتماعها الأخير في قصر الصنوبر, لاستكمال حراكها باتجاه إحداث خرق ما على صعيد الملف الرئاسي, كما أشارت مصادر مطلعة عبر الأنباء الالكترونية, وتقريب وجهات النظر بين القوى السياسية سعياً لتسوية تنتج رئيساً للجمهورية, ما إن يتوقّف إطلاق النار وتبرد الجبهة الجنوبية.
ولفتت المصادر الى أن حراك الخماسية قد لا يكون في جعبته مساراً عملياً جديداً, لكن رغبتها واضحة بإبقاء الاستحقاق الرئاسي قيد التداول وان لا يصبح طي النسيان في ظل الحرب الدائرة, مع البحث الدائم في امكانية فصل الرئاسة عن غزة, مع علمها بأن الحرب طويلة جداً, وهي في بدايتها, كما أشار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط في تغريدته منذ أيام.
(الأنباء)