كل الأنظار باتت تتوجّه نحو الخميس, الموعد المحدد لاستكمال جلسة المفاوضات التي دعا إليها البيان الثلاثي لكل من الولايات المتحدة ومصر وقطر الخميس المقبل في الخامس عشر من آب الحالي في الدوحة.
في وقتٍ تتهيأ فيه المنطقة بين الدقيقة والأخرى لردّ إيران والحزب على الإغتيالات, ولا من وقتٍ محدد من الطرفين على الموعد تضاربت المعلومات...حيث قال مسؤولون إسرائيليون لـ "أكسيوس" أن هجوم إيران على إسرائيل سيكون مباشرا وسيبدأ قبل محادثات صفقة الرهائن المقررة في 15 آب, اما شبكة "سي إن إن" فقد بثت ان الاستخبارات الإسرائيلية تعتقد أن الحزب سيبدأ هجوما في 12 آب وبعده بساعات تشن إيران هجوما.
في هذا السياق, هدّد وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت ايران والحزب امام جنود جدد التحقوا بالخدمة قائلاً: من يلحق بنا الاذى بطريقة لم يفعلها في الماضي, فمن المرجح ان يتلقّى ضربة بطريقة لم نتصرف فيها في الماضي.
هذا ووضع رئيس "مركز الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري- أنيجما", رياض قهوجي, عملية "الحزب" على قاعدة محفاة ألون في خانة "امتحان (الحزب) للدفاعات الإسرائيلية". ويقول, لـ'الشرق الأوسط': "إن عملية الاغتيال في صيدا لا تعني توسعاً جغرافياً بحيث إنها تأتي ضمن إطار عمليات الاغتيال التي تطول قادة (حركة حماس) و(الحزب) في لبنان, إنما رد (الحزب) بهجوم المُسيّرات على قاعدة محفاة ألون" جنوب غربي مدينة صفد, يهدف إلى إظهار قدرات (الحزب) للاختراق العميق, وامتحان للدفاعات الإسرائيلية, وكيفية تعامله مع الضربة الكبيرة المرتقبة رداً على اغتيال شكر".
اما على صعيد السياسة الداخلية, فظل المشهد جامدًا الى حد كبير مع اقرار كل القوى بأن كل الاستحقاقات, وعلى رأسها الاستحقاق الرئاسي, باتت مرتبطة بوضع المنطقة ككل.
أكّد رئيس مجلس النواب نبيه بري انه يفصل ملف الانتخابات الرئاسية عن الحرب, مبديا استعداده التام للدعوة الى الحوار أو التشاور فورا تمهيدا لانتخاب رئيس الجمهورية, اذا كان المعنيون جاهزين للتجاوب مع هذه الدعوة على قاعدة "حوار فرئاسة".
ولكن بري أبدى خشيته من ان هناك من يرفض التجاوب مع مبادرته في انتظار تبلور كيف ستنتهي الحرب, لافتا الى ان "البعض يُضيّع وقته والفرص اذا كان يعوّل على أن تفضي المعركة الحالية الى اضعاف الحزب وحركة أمل". واعتبر ان "الرد الذي تنتظره إسرائيل منذ ايام باعصاب مشدودة هو حتمي", الا انه لفت الى ان "الرد او الانتقام طبق يؤكل باردا", بحسب ما نقلت ''الجمهورية''.
حكومياً, يعقد مجلس الوزراء قبل ظهر بعد غد الاربعاء جلسة في السرايا الكبير للبحث بالملفات الطارئة, وبجدول اعمال متنوع.
وحسب المعلومات المتوافرة, سيعرض الرئيس ميقاتي لنتائج الاتصالات التي اجراها, وما توافر لديه من معطيات, ثم تتطرف الجلسة الى جدول اعمال مالي, اداري, فضلا عن خطة الطوارئ التي أعدها منسق الخطة الوزير ناصر ياسين.
وكشف مصدر وزاري ان توفير التمويل بند رئيسي على جدول المناقشات في الجلسة.
على الأرض, جدَّد فيه المتحدث الرسمي باسم قوات الـ"يونيفيل", أندريا تيننتي, تأكيد "استمرار العمل بشكل وثيق مع القوات المسلّحة اللبنانية لتهدئة المواقف والحد من التوترات على الأرض". وشدّد على أن "اليونيفيل تُواصل عملها وتنفيذ أنشطتها, بالتنسيق مع السلطات اللبنانية, بما في ذلك الدوريات المشتركة مع القوات المسلّحة اللبنانية, ولم يتغير شيء في هذا الصدد".
وعلى صعيد المواقف الداخلية التي حفلت بها عطلة نهاية الاسبوع, قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الرَّاعي في عظة الأحد من الديمان "ليت كلّ مسؤول عندنا يصغي في قرارة نفسه ووجدانه الى كلام الله, لبدّل العديد من مواقفه السلبيّة, وأوّلها تعطيل انتخاب رئيس للجمهوريّة, تستقيم بانتخابه المؤسّسات الدستوريّة وفي طليعتها مجلس النوّاب الذي يستعيد سلطته التشريعيّة المفقودة, ومجلس الوزراء الفاقد الكثير من صلاحيّاته. وها نحن على بعد سنتين إلّا ثلاثة أشهر من فراغ سدّة الرئاسة, والبلاد تسير إلى الوراء في تفكّك أوصالها".
فيما حاز ملف تسوية الوضع في رئاسة الأركان في قيادة الجيش اللبناني جزءا كبيرا من البحث في اللقاء بين ميقاتي وجنبلاط مساء أمس, حيث عرضا للترتيبات التي يمكن اتخاذها بما يؤدي الى اصدار مرسوم تعيين اللواء حسان عودة رئيسا اصيلا للأركان بكل المواصفات القانونية والدستورية لأن الأمر ليس طبيعيا ان يمارس عودة مهماته من دون اي مسوغ قانوني ولم يسبق لأي من اسلافه ان مارس مهماته من دون صدور مرسوم بتعيينه مهما كانت الظروف غير الطبيعية التي تعيشها البلاد.