بسبب الخوف من اي رد محتمل, طلبت السلطات الاسرائيلية من سكان الشمال إلتزام الملاجئ لـ 4 أيام وأمر الجيش الإسرائيلي بإغلاق عشرات المصانع التي تخزن مواد خطيرة حتى مسافة 40 كم عن الحدود اللبنانية, وذلك تزامناً مع تشييع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية, في طهران بعد اغتياله في العاصمة الإيرانية والشهيد فؤاد شكر في لبنان.
فالمشهد العام غارق بالقلق والترقب غير المسبوقين لما ستؤول اليه طبيعة رد ايران على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في قلب طهران ورد حزب الله على اغتيال القائد العسكري الكبير فؤاد شكر في عمق الضاحية الجنوبية, الذي تم تشييعه عصرا تزامناً مع خطاب أمين سر حزب الله السيد حسن نصرالله الذي أكد أن الرد على ان الرد حاصل لا محال, كما عاد وذكر أن الحزب نفى مسؤوليته عن حادثة مجدل شمس وقدم نصرالله التعازي لأهالي مجدل شمس معتبراً ان ما حصل عدوان على الضاحية الجنوبية وان اسرائيل استخدمة الحادثة على انها ذريعة لإغتيال القائد العسكري فؤاد شكر.
وقبل ان ينتهي نصرالله من خطابه وقعت مجزرة جديدة في بلدة شمع جنوب لبنان راح ضحيتها 4 سوريين ( ام و 3 من ابنائها ) و 4 جرحى لبنانيين وسط توقعات بارتفاع الحصيلة حيث تعمل فرق الاسعاف على رفع اشلاء من المكان الذي إستهدفته الغارة الاسرائيلية.
في الغضون, تقدمت وزارة الخارجية بشكوى أمام مجلس الأمن الدولي وأمام الأمين العام للأمم المتحدة عبر بعثتها الدائمة في نيويورك, طالبت بموجبها الدول الأعضاء في مجلس الأمن "إدانة الاعتداءات الإسرائيلية السيبرانية على لبنان والتي تشكل خطراً جدياً على خدمات الطيران المدني فيه, وتهدد أمن وسلامة شبكات الاتصال والأجهزة والتطبيقات والبيانات الإلكترونية في المنشآت والمرافق الحيوية اللبنانية".
وبناء على تعليمات وزير الخارجية والمغتربين, وجهت بعثة لبنان الدائمة في نيويورك اليوم شكوى إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة, بشأن عدوان إسرائيل الأخير على ضاحية بيروت الجنوبية.
واذ لا تزال حركة الطيران تتاثر بالغاء الشركات رحلاتها الى بيروت, طلبت أستراليا من مواطنيها في لبنان المغادرة على الفور, قائلة إن هناك خطرًا حقيقيًا من تصاعد حدة التوتر على نحو خطير بين إسرائيل وجماعة حزب الله المسلحة. من جهتها , نصحت فرنسا مواطنيها بعدم السفر إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية ولبنان, كما دعت الهند مواطنيها إلى مغادرة لبنان وعدم السفر إليه, وسط مخاوف من تصعيد حاد في الشرق الأوسط.

في الاثناء, المساعي الخارجية لتفادي التصعيد مستمرة. اليوم, جال وزير الخارجية البريطانية ديفيد لامي ووزير الدفاع جون هيلي على المسؤولين اللبنانيين. اولى محطاتهما المحلية كانت في قصر بسترس حيث استقبلهما وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب, الذي شدد على أهمية التطبيق الكامل للقرار 1701 باعتباره المفتاح الأساس لعودة الهدوء الى جنوب لبنان. كما حذّر من خطر الانزلاق الى حرب شاملة في حال لم تقم الدول المؤثرة القريبة والصديقة لاسرائيل بالضغط عليها لخفض التصعيد ولجمها عن اللجوء الى الخيار العسكري غير المسؤول.وأبدى الوزيران البريطانيان قلقهما من احتمال تدهور الأوضاع في المنطقة, وشددا على ضرورة وقف اطلاق النار في غزة. فيما أعرب وزير الخارجية البريطاني عن شكوكه في امكان التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار في غزة, وعن قلقه من أن يؤدي سوء حسابات الأطراف كافة الى جرّ المنطقة لمزيد من التصعيد.
وفي مقر الرئاسة الثانية في عين التينة, التقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري, الوزيرين. وجدد بري التأكيد "أن لبنان لا يريد الحرب , لكنه في نفس الوقت مستعد للدفاع عن نفسه, وأنه على مدى أشهر كانت مساعيه وجهوده مع كافة الدول المهتمة بلبنان, الوصول للظروف التي تسمح بتطبيق القرار الأممي 1701 الذي التزم به لبنان منذ اليوم الأول لإقراره, والذي نرى الفرصة لتطبيقه بوقف دائم للعدوان على قطاع غزة أو من خلال هدنة لأسابيع". وأشار رئيس المجلس الى "أن الغطرسة الاسرائيلية الأخيرة برفضها لكل الطروحات والامعان في سياسة خرق قواعد الإشتباك والإغتيالات تجر المنطقة نحو مخاطر لا تحمد عقباها".
بعدها, زار الوفد السراي حيث التقى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. في خلال اللقاء شكر رئيس الحكومة لبريطانيا وقوفها الدائم الى جانب لبنان ودعمه على الصعد كافة.. وشدد رئيس الحكومة على "ان اسرائيل إنتهكت السيادة اللبنانية واعتدت على ارضنا مخالفة القوانين الدولية وتعتدي يوميا على المدنيين المدنيين بشكل سافر. وقال "إن الحل لن يكون الا سياسيا عبر تطبيق القرارات الدولية بما فيها القرار 1701, داعيا بريطانيا والمجتمع الدولي الى الضغط على اسرائيل لوقف عدوانها". وزير الخارجية البريطاني دايفيد لامي دعا جميع الاطراف الى احترام القرار الدولي الرقم 1701 وتطبيقه بكل بنوده ومندرجاته, فيما اشاد وزير الدفاع جون هيلي بالشركة القائمة بين الجيشين اللبناني والبريطاني. ودعا الى معالجة كل النزاعات بالحوار والاساليب الديبلوماسية, لأن العنف ستكون عواقبه وخيمة على الجميع".
كما استقبل وفدا من "نواب المعارضة" ضم النواب: ميشال معوض, جورج عقيص, مارك ضو, ميشال الدويهي, اديب عبد المسيح, اضافة الى الوزير السابق الان حكيم. وقال ضو بعد اللقاء "بعد ما شهدناه من مخاطر نتيجة العملية التي حصلت في بيروت وتداعيات العمليات التي جرت في طهران, لا نرضى ان يكون لبنان ساحة لتصفية الحسابات لاحد وعرضة للمخاطر من اجل خدمة أي اهداف إقليمية او رد أي اعتبار لاي قوى إقليمية, ما يهمنا هو الشعب اللبناني والمؤسسات , وبالتالي كل الشعب اللبناني من دون استثناء هو بحاجة اليوم لان يتوحد خلف دولته وحكومته ومجلس نوابه ومؤسساته الشرعية خاصة الجيش وكل المؤسسات المنتخبة والشرعية والتي باستطاعتها ان تتحدث بكل ما لديها من قوة وقدرة مع المجتمعين الدولي واللبناني, لان اقوى دفاع وردع لدينا في لبنان هي وحدة الشعب خلف قرار مشترك.
اما في اطار الترقب الدولي لرد فعل ايران على اغتيال شكر وايضا اسماعيل هنية الذي شيع اليوم في طهران, فكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت", عن أن إسرائيل نقلت رسالة إلى حزب الله عبر دبلوماسيين غربيين تفيد بأن استهداف المدنيين الإسرائيليين بشكل واسع سيؤدي إلى حرب شاملة. وقالت الصحيفة إن الرسالة الموجّهة إلى "حزب الله" أشارت إلى أن إسرائيل تستهدف القادة والمقاتلين في "الحزب" بدلاً من البنية التحتية والتوقع كان أن "حزب الله" يجب أن يستهدف فقط العسكريين الإسرائيليين. ذكرت الصحيفة أن "حزب الله والحرس الثوري قد يؤخران الرد من أجل الاستعداد بشكل شامل". وأشارت إلى أن "إسرائيل تستعد لرد محتمل مشترك بين حزب الله والحرس الثوري الإيراني". من جهة أخرى, أفادت هيئة البث الإسرائيلية, بأن منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية على جهوزية عالية لاعتراض أي تهديد من لبنان فيما تحلّق مقاتلات من سلاح الجو في أجواء البلاد. وكشفت الهيئة عن أن قيادة الجبهة الداخلية أوعزت إلى المصانع في شمال إسرائيل التي لديها مواد خطرة بإفراغها أو تقليص الكميات التي لديها كإجراء وقائي.