يعيش العالم اليوم حالة من الترقب بفضل الأزمات التي طغت على اكثر الدول, وعلى الصعيد اللبناني عاد الإصرار على فتح الملف الرئاسي مجددًا, وعادت الآمال بحلّ الأزمات اللبنانية.
فكان التطور السياسي الداخلي البارز تقديم "نواب قوى المعارضة" أمس "رؤيتهم لخريطة طريق الاستحقاق الرئاسي", والمتضمنة الاقتراحين الآتيين:
ـ الاقتراح الأول: يلتقي النواب في المجلس النيابي ويقومون بالتشاور في ما بينهم, من دون دعوة رسمية أو مأسسة او إطار محدّد, حرصاً على احترام القواعد المتعلقة بانتخاب رئيس للجمهورية المنصوص عنها في الدستور اللبناني. على الّا تتعدّى مدة التشاور 48 ساعة, يذهب من بعدها النواب, وبغض النظر عن نتائج المشاورات, الى جلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية, وذلك حتّى انتخاب رئيس للجمهورية كما ينص الدستور, من دون اقفال محضر الجلسة, ويلتزم جميع الأفرقاء بحضور الدورات وتأمين النصاب.
ـ الاقتراح الثاني: يدعو رئيس مجلس النواب الى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية, ويترأسها وفقًا لصلاحياته الدستورية, فإذا لم يتمّ الانتخاب خلال الدورة الأولى, تبقى الجلسة مفتوحة, ويقوم النواب والكتل بالتشاور خارج القاعة لمدة أقصاها 48 ساعة, على ان يعودوا الى القاعة العامة للاقتراع, في دورات متتالية بمعدل 4 دورات يومياً, دون انقطاع ودون إقفال محضر الجلسة, وذلك الى حين انتخاب رئيس للجمهورية, ويلتزم جميع الأفرقاء بحضور الدورات وتأمين النصاب".
في المقابل, سارع عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم إلى الإعلان "أننا لم نرَ جديداً من الطروحات المعارضة بل هي أفكار يتمّ تردادها منذ فترة, ولم تبدد في حقيقة الأمر. جل ما تريده المعارضة أن تأخذ الامور الى حيث تريد, وإن كانت قبلت بمبدأ التشاور لكن وفق رؤيتها بعيداً من الأصول التي يجب أن تتّبع للوصول إلى نتيجة, وليس وفق افكار تُطرَح ولا يُعرَف إلى أين تأخذنا في النهاية".
وكان رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع, قد استتبع اقتراحي نواب المعارضة ببيان قال فيه: "يقول البعض إنّ هناك 86 نائباً على استعداد للمشاركة في طاولة حوار رسمية يرأسها الرئيس نبيه بري. إذا كان هذا الكلام صحيحاً فلماذا لا يُقرنون القول بالفعل بجلوسهم قدر ما يشاؤون حول طاولة برئاسة الرئيس بري. ولكن ما يهمّنا على مستوى "القوات اللبنانية" والمعارضة هي المرحلة الثانية المتعلِّقة بالدعوة إلى جلسة مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية, لأنّ المرحلة الأولى, بالنسبة إلينا, غير دستورية". واضاف: "لن نقبل بأي حال من الحالات ان نكون في عداد من يشارك في خلق أعراف دستورية من خلال استيلاد طاولة حوار رسمية قبل انتخاب رئيس للجمهورية. نحن في حالة حوار دائم مع بقية الكتل النيابية, ومن يريد طاولة استعراضية لحوار غير دستوري فليذهب للمشاركة فيها, ولكن يبقى الأهم دعوة الرئيس بري إلى جلسة مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس الجمهورية".
واجتمع سفراء مجموعة الدول الخماسية بعد ظهر أمس في قصر الصنوبر مع اللجنة المصغّرة لقوى المعارضة النيابية وتسلموا منها نسخة عن "#خريطة الطريق" الرئاسية التي أطلقتها المعارضة أمس من #مجلس النواب, على أن تلتقي اللجنة على مدى اليوم وغداً جميع الكتل النيابية للبدء بمشاورات حيال الاقتراحين.
وكشف مصدر معني بأن سفراء الخماسية تلقوا بارتياح ملحوظ مبادرة وفد المعارضة, علماً أنهم رحبوا في كل مرة بكل تحرك داخلي يهدف إلى تحقيق اختراق في الأزمة وانتخاب رئيس للجمهورية. واعتبر السفراء أن أي جهد أو تحرك داخلي للنواب أو القوى السياسية هو موضع اهتمام وتشجيع لدى السفراء.
في السياق, أكّد السفير المصري لدى لبنان علاء موسى بعد اللقاء "أنّ أي مبادرة تصدر عن النواب يجب أن نأخذها على محمل الجدّ, وهذا ما حصل مع وفد المعارضة الذي حمل أفكارًا جيّدة وجديدة, وهم يسعون الى الحوار مع بقية الكتل ونتمنى أن تتكلّل مبادرتهم بالنجاح".
اما في ما يتصل بالوضع الميداني على الحدود اللبنانية- الإسرائيلية وتداعياته, فأشار رئيس حكومة تصريف الأعمال #نجيب ميقاتي في مستهل جلسة #مجلس الوزراء التي عقدت أمس في السرايا إلى أنّه "مهما ارتفع منسوب القلق على الوضع الامني في الجنوب والتهديد بشن إسرائيل حرباً على لبنان, تبقى اهتماماتنا منصبة على عدم توسعة الحرب, كما أن الدول الصديقة تعبر دائماً عن اهتمامها بلبنان ومساعدتها له كي لا تتوسع هذه الحرب. وفي هذا الاطار استقبلتُ اخيراً وزيرة خارجية المانيا وأمين سرّ دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين وهم اعلنا مشكورين مبادرات إنقاذية تجاه لبنان. ونحن نشدد دائماً على الالتزام بتنفيذ مندرجات #القرار 1701 كاملاً وبحذافيره ونطالب بالزام العدو الإسرائيلي بتطبيقه".
وكان الرئيس ميقاتي اعلن من دار الفتوى بعد لقاء المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان حرص دار الفتوى على الوحدة الوطنية, معرباً عن اطمئنانه بأن الطائفة السنية "عصية على اي تهميش" واكبر من ان تختصر.
وكسر وزير الدفاع موريس سليم مقاطعته لمجلس الوزراء, وجاء الى السراي, وحضر جانباً من الجلسة, التي حضرها قائد الجيش العماد جوزاف عون للبحث بمصير مباراة الدخول الى الكلية الحربية.
وطرح سليم ضم 55 تلميذ ضابط جديد الى الدفعة السابقة.
وتريث مجلس الوزراء في اعطاء موقف قاطع, معطياً لنفسه مهلة اسبوع للاتصالات على ان يتولى وزير الثقافة محمد وسام المرتضى تقريب وجهات النظر بين الاطراف.
هذا وأعلن وزير الاعلام في الحكومة زياد مكاري ان الرئيس ميقاتي الذي تحدث من داخل الجلسة مع نظيره العراقي, "لديه الثقة بأن موضوع ازمة الكهرباء سيحل قبل الخميس (يعني اليوم) مع الاشارة الى ان وزير الطاقة والمياه وليد فياض حضر الى السراي الكبير, واجتمع مع رئيس الحكومة ولم يحضر الجلسة".
فيما أكمل الحزب مفاجئاته بالـ "هُدهُد", ونشر الحلقة الثانية في الجولان السورية المحتلة, وذكر المراسل العسكري لإذاعة الجيش الإسرائيلي: "بعد أن أثار الفيديو السابق ضجة, نشر الحزب قبل قليل جزءاً جديداً تم تصويره بطائرات مسيّرة تابعة للتنظيم, ويظهر فيه مواقع حساسة في منطقة هضبة الجولان". واوضح انه "يمكنك رؤية الدبابات وخيام الجنود والمركبات العسكرية في تسجيل الحزب المنشور". ولاحظ المراسل انّه من خلال المشاهد "يمكن الملاحظة بأن الثلوج قليلة على جبال الجولان وبالتالي فإنّ هذه المشاهد تمّ إلتقاطها خلال الفترة السابقة بعد انتهاء فصل الشتاء".
وكشف مراسل الجيش الاسرائيلي ايضاً انّ عددا من القواعد العسكرية الإسرائيلية في الجولان والتي ظهرت في التسجيل, هاجمها الحزب خلال الـ9 أشهر الماضية.