"الوضع الحدودي دقيقٌ جداً بل في غاية الخطورة", عبارة اختصر من خلالها المبعوث الاميركي اموس هوكشتاين زيارته الى بيروت التي لم تكن كمثيلاتها ولا كسابقاتها حينما كان يتنقل بين بيروت وواشنطن وتل ابيب مزهواً بنجاحاته في حقل الدبلوماسية بعدما انتزع انجاز ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل.
فالزيارة اتسمت هذه المرة بحسم وجدية عكسا قلقا متزايدا, لا بل خوفا غير مسبوق من خروج بنيامين نتنياهو عن طوره وفتح معركة لبنان الواسعة متجاوزا النصائح الدولية وقافزا فوق الضغط الاميركي لمنع مغامرته الكارثية.
وحزب الله بدوره دخل بقوة على خط الرسائل, وكأنه يرد التهديد بتهديد آخر حيث عرض الاعلام الحربي للحزب مشاهد استطلاع جوي, لمناطق شمال اسرائيل عادت بها مسيرة أطلق عليها إسم "هدهد".
وقد شملت المشاهد التي بثها مواقع سماها "بنك الأهداف" في شمال اسرائيل, لكن اسرائيل لم تعلِّق سياسيًا, بل عبر الإعلام, على الفيديو الذي وزعه حزب الله والذي قدَّم له بحملة دعائية معلنًا عن أنه سيبث فيديو في غاية الأهمية, غير أن الأمين العام لحزب الله يطل عصر غد في ذكرى أبو طالب.
ورغم كل التهديدات فان لبنان على موعد هام في 2 تموز المقبل مع انتهاء مهلة جولة التراخيص الثالثة لملف التنقيب عن الغاز والنفط في المياه اللبنانية, وذلك على وقع الإشكالية القائمة بين الحكومة ووزارة الطاقة والمياه حول وجوب التخفيف من الشروط الموضوعة لاستقطاب شركات أصغر وبقدرات أقل من ائتلاف مجموعة "توتال إنرجيز" و"إيني" و"قطر للطاقة".
غير أنه يبدو أن ملف الطاقة أصبح من ضمن الحوافز الاقتصادية التي يطرحها الجانب الأميركي في صلب بنود اتفاق الهدنة المنتظرة بين إسرائيل ولبنان.