المسيح قام.. حقا قام أما قيامة غزة فمتعثرة, فهناك حيث الأراضي المقدّسة ينتظر آلاف الفلسطينيين القيامة من جحيم حرب مدمّرة ونيران عدو مستبد حصدت أكثر من 40 ألف شهيداً ناهيك عن اعداد الجرحى والايتام والمشردين, وحجنم فلسطين مازل مستمراً تحت أعين ضمائر العالم التي انطفأ نورها. فقرارات مجلس الامن أصبحت حبراً دمواً على ورق التاريخ الذي لن يرحم أحد.
ورغم البوادر الإيجابية مازالت العراقيل متبادلة بين حركة حماس وحكومة بنيامين نتنياهو فيما تتواصل المفاوضات التي تستضيفها القاهرة لإقرار اتفاق هدنة في قطاع غزة وسط تقدم ملحوظ وبلوغ صيغة توافقية حول الكثير من نفاط الخلاف, يتوقع ان تتبلور ايجاباً الاسبوع المقبل.
وفي إطار الضغط على حماس زعم الإعلام العبري ان إسرائيل منحت الحركة أسبوعاً للتوصل إلى إتفاق وإلاّ ستبدأ الهجوم على رفح. وعلى النغمة نفسها ذكر مسؤولون أميركيون أن واشنطن أبلغت قطر بأنه يتعين عليها طرد حماس من أراضيها إذا استمرت في رفض المقترحات المطروحة. ومن بين هولاء المسؤولين الأميركيين وزير الخارجية أنطوني بلينكن الذي زعم أن حماس هي العقبة الوحيدة بين شعب غزة ووقف إطلاق النار.
أما الوضع في لبنان تخطى جهنم الى ما بعدها جرائم تتسابق وأحداث دموية تتلاحق على أرض دولة هشة تشحد فتات المساعدات لتتستر عن مصير محتم يقودنا إليها قادتها ألا وهو "الزوال".
والأغرب ان يستغرب من ارتشى ليصمت عن ما يخطط للبنان ويعتبر أن ما تم الاتفاق عليه في قضية النازحيين السورين أمر طبيعي للغاية لا بل صنفها على انها هبة غير مشروطة بتاتاً ويتم اقرارها من الجانب اللبناني حسب الأصول المتبعة بقبول الهبات.
أما جنوباً فالخيار العسكري لا يزال قائماً بالنسبة إلى إسرائيل, فلا مؤشرات الى تحقيق المساعي الفرنسية او تلك الاميركية لابعاد شبح الحرب الشاملة عن لبنان, حيث ان الجيش الإسرائيلي يجري تمريناً لمحاكاة عملية هجومية على الجبهة الشمالية نفذه اللواء 282 وهذا دليل على ان لا تقدم تم إحرازه في المفاوضات ويدل على ان الخيار العسكري لا يزال متقدما على خيار التسوية الدبلوماسية.
في حين تُحمِّل إسرائيل كل الموفدين الدوليين إلى لبنان شرطاً أساسياً لعودة الاستقرار إلى جنوب البلاد, يقول بإقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح وخالية من المسلحين, غير أن خطوة مماثلة قد تعني حرباً طويلة المدى في ضوء تجربة الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء من جنوب لبنان عام 1982 واضطرار تل أبيب إلى الانسحاب عام 2000 بعد حرب استنزاف طويلة خاضها )حزب الله( ضد جيشها.
وتقول مصادر رسمية لبنانية مطلعة على المساعي التي يقوم بها الموفد الأميركي, آموس هوكستين, لمنع تدهور الوضع جنوباً, إن النقاط التي وضعها الأخير تلحظ العودة إلى تطبيق القرار 1701, ولا تتحدث عن انسحاب حزب الله من جنوب الليطاني, لافتة إلى أن القرار الدولي لا يتحدث أصلاً عن انسحاب, وإنما عن سحب المسلحين والمظاهر المسلحة.
وفي إطار بحث القوى الدولية عن حلول للأزمة على الحدود الجنوبية بعد قرار حزب الله فتح هذه الجبهة لمساندة ودعم غزة, أشار دبلوماسيون في الأمم المتحدة إلى وجود اقتراحات لتوسيع نطاق المنطقة العازلة بين لبنان وإسرائيل, كإجراء لوقف دوامة التصعيد الحالية. وورد الكلام عن هذه الاقتراحات والمخاوف خلال جلسة مغلقة عقدها مجلس الأمن, حيث تم البحث عن طريقة ما لتوسيع المنطقة العازلة بهدف حماية إسرائيل من الهجمات التي تتعرض لها من الجانب اللبناني دون حماية لبنان من اعتداءات إسرائيل وهذا الامر لن يكون مقبولاً لبنانياً.