كتب نقولا ابو فيصل_
في الظاهر يبدو أن الممكن هو ما يمكن فعله والمستحيل هو ما يستحيل فعله , وليس واضحاً برأيي من الناحية العلمية ما هو الممكن فعله وما هو المستحيل فعله ! وأعتقد أن لا شيء مستحيلٌ تقنياً بسبب التطور الهائل في التكنولوجيا , كما يمكنني الجزم أن كل ما يخطر في بال الانسان بات غير مستحيلٍ ولا يعجز العقل عن فعله ,. لكننا نواجه بعض المشاكل مع هذا المنطق لاننا نفكر بمنظور مادي ساذج فقط , والسؤال الحقيقي له صلة بماهية الواقع وما هي قدرة عقل الإنسان , وبالنسبة لي أتفق مع الرأي القائل أن العالم معتمد بشكل جذري على وجود الله , وبعيداً عن امكانيات العقل البشري , فأن ما هو مستحيل عند البشر غير مستحيل عند الله. .
وتبقى الخيرة فيما يختاره الله دائمًا من خيرٍ, والخير كل الخير في تدبيره لنا حتى لو كان عكس رغبتنا , وكل اختيارات الله صالحة حتى وإن كنا لا نفهم كل أسبابها . وكل شخص حُرِمَ من شيء فذلك لأنه خير له . ففي التاريخ أختفى يوسف وأصيب أبوه بالعمى وحين فوّض أمره إلى الله عاد يوسف وعاد بصر والده , والسر هو في الايمان القاطع غير القابل للتشكيك , فالإنسان يُعطى على قدر ايمانه وشخصياً لم أر في حياتي شيئاً يجلب السكينة والراحة مثل الايمان ,وعليه كلنا ايمان أن الله سيصلح الاشياء في الوقت المناسب حتى وأن كانت كل الابواب مغلقة وكانت كل المؤشرات توحي بعكس ذلك , فهو أعلم بما هو خيرٌ لنا , ولن يردنا خائبين فهو الخالق , وقد نطيل التفكير احياناً بسرعة استجابته , ولا يجب أن نقلق من المجهول فكل شيءٍ عند الله معلوم, ولتكن قلوبنا مطمئنة فنحن في عين الله وقلبه .
من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا أكتب "جزء 6"