فعلتها إسرائيل وقصفت ايران رغم كل التحليلات التي اعتقدت ان إسرائيل لن ترد عسكرياً, فاستهدفت الصواريخ الإسرائيلية موقعا في أصفهان وسط إيران, بالتزامن مع سماع دوي انفجارات في كل من سوريا والعراق, في حين أعلنت ايران أن المنشآت النووية الإيرانية القريبة من أصفهان لم تتعرض لأي ضرر.
إلا أن الحرس الثوري الإيراني اعلن حالة التأهب القصوى في جميع قواعده ومعسكراته في عموم إيران, وبتنا الآن في انتظار الرد الايراني على الرد الإسرائيلي وكرة الثلج تكبر في ظل تسارع الأحداث ما قد يدخل المنطقة في حرب إقليمية قد تكبر إلى حرب عالمية.
في لبنان, تتجه الانظار الى باريس التي تشهد في الساعات المقبلة لقاءات سياسية وعسكرية تعنى بلبنان, فالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يفترض ان يستقبل في ظهر اليوم رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الموجود في فرنسا حيث يعرض معه للاوضاع الجنوبية والرئاسية ولواقع النزوح السوري.
ويبدو أن الملف اللبناني يحضر بأبعاده السياسية والأمنية في لقاء ماكرون أيضاً مع قائد الجيش, الذي يقوم بزيارة إلى العاصمة الفرنسية تلبية لدعوة من نظيره الفرنسي لحضور مؤتمر تنظمه السلطات الفرنسية حول دعم المؤسسة العسكرية لتمكينها من الاستمرار في أداء مهماتها خلال المرحلة الراهنة.
وتوقعت المصادر أن يشارك في مباحثات الإليزيه مع الرئيسين ماكرون وميقاتي, وتأتي لقاءات باريس في ظل مخاوف كبيرة من اتساع رقعة الحرب بعد التصعيد الذي خيّم على الجبهة الجنوبية في الساعات الماضية وتكثيف إسرائيل لعملياتها.
كما استؤنف التحرك الديبلوماسي على الساحة اللبنانية ففي الولايات المتحدة الأميركية, لمناقشة الملف اللبناني مع المسؤولين الأميركيين, التقى فيها بالمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان, للبحث في مختلف الملفات ولا سيما عدم التصعيد في الجنوب بين حزب الله واسرائيل, ومواكبة الاتصالات الديبلوماسية في سبيل الوصول إلى تسوية سياسية داخلية تنتج رئيساً للجمهورية.
وحسب المعلومات, فإن الهدف من اللقاء هو العمل على إحداث تقارب في المواقف الأميركية والفرنسية حول الملف اللبناني, بعد الكثير من التبانيات وما أثير من خلافات.
داخلياً, وبكل شفافية أكد وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال القاضي بسام المولوي المؤكد وصرح أن المعطيات الأولية المتوافرة تظهر أن الموساد يقف خلف مقتل الصراف محمد سرور, وأنّ الأجهزة الأمنية اللبنانية لديها شبهات أو اتهامات, مشيراً إلى أن" الطريقة التي تم بها تنفيذ الجريمة أدت إلى هذه الشكوك خاصةً ان نشاط محمد سرور في مجال الصرافة معروف, وكذلك تحويل الأموال من أي جهة إلى أي جهة.
وفيما ان التحقيق لا يزال مستمراً على ان تعرض النتائج بمجرد الانتهاء منه وإحالتها على الجهات القضائية.
اما في ملف الانتخابات البلدية تشير مصادر مطلعة ان دور النواب ليس الاطلاع من وزير الداخلية حول جاهزيته لاجراء الانتخابات, ودورهم طبعا ليس التصويت على تطيير الانتخابات وارجائها, خاصة وان ثمة حلا وسطا يمكن ان ينقذ معظم البلدات في معظم الاقضية والمحافظات, من كأس التمديد المر, بل عليهم بحماية هذا الاستحقاق وضمان حصوله في توقيته الدستوري المحدد, ويمكنهم في افضل الاحوال, اقرار قانون لتأجيله في المناطق المتوترة أمنيا اليوم.
وفي المقلب الرئاسي للاستحقاقات الدستورية, واصل سفراء الخماسي جولتهم على القيادات السياسية لبحث الملف, ويبدو ان السفراء يسعون لعدم ربط بين ما يحدث في المنطقة والاستحقاق الرئاسي في لبنان, بل بالعكس ما يحدث في المنطقة يجب ان يكون حافزا للانتهاء من ملف الرئاسة في اسرع وقت".
وفي السياق شارفت الجولة الأولى للخماسية من لقاءات على مختلف الكتل السياسية ان تختتم وسيعقبه لقاء قد يكون بداية الاسبوع المقبل مع الرئيس نبيه بري, وعندها يمكن ان تتضح الملامح بشكل اكبر ولكن تقول اللجنة ان الجو العام إيجابي, ولا يزال من الضرورة العمل على مسألة الثقة وزيادة مساحتها بقدر ما يسمح ان يحدث انفراجا في الملف الرئاسي لان فالارضية المشتركة موجودة ولكن ايضا زيادة رقعتها في غاية الاهمية, وهو ما تعمل عليه الخماسية في الفترة الحالية.
وتعتبر مصادر الخماسية ان المشتركات بدأت تظهر بشكل اكبر, رغم ان ما زالت هناك اختلافات في الرؤى لكن المساحة بدأت تزيد بشكل ملموس وليس بشكل كبير.
وأفادت مصادر باسيل بأن "السفراء الاربعة من اللجنة الخماسية تبلغوا من باسيل تأييده الحوار في حال وجود ضمانات بانه سيفضي الى جلسة انتخاب رئيس جمهورية لتكريس توافق مسبق او عن طريق التصويت اذا تعذّر التوافق". وقالت المصادر عن غياب السفيرة الاميركية عن اللقاء: من يغيب هو الخاسر.
وأفادت المعلومات بأن "سفراء اللجنة الخماسية سمعوا من رئيس الكتلة النائب محمد رعد الموقف نفسه أي الحوار مقبول من الكتلة بإدارة رئيس مجلس النواب نبيه بري ومن دون شروط مسبقة".
وفي ظل كل هذا التفاؤل بين الخماسية الا ان الوسط السياسي اللبناني لا يزال يرى ان الأمور تحوم حول اما الحوار او لا رئيس بانتظار ما سينتج عن حرب غزة.