في تطور لافت على صعيد الأحداث الإقليمية والعالمية, تقدم اليوم الجزائر باسم المجموعة العربية مشروع قرار إلى مجلس الامن, يوصي الجمعية العامة بقبول طلب فلسطين الحصول على العضوية الكاملة في الامم المتحدة.
وتقول المعطيات, أن محاولة حصلت لارجاء التصويت الى الجمعة, رفضتها المجموعة العربية, فثبت موعد الجلسة اليوم.
في حين يتوقع أن يسقط القرار بفيتو اميركي, حتى ولو نال اكثرية تسعة أصوات متوقعة من الدول الاعضاء في المجلس, فالولايات المتحدة تعتبر أن مقومات الدولة الفلسطينية لم تتوفر بعد, لا من حيث الجغرافيا, ولا النظام, وان أي إعلان لهذه الدولة, سيشكل اعترافا واقعيا بوجودها.
وفيما الاعين على نيويورك, كذلك هي على كابري في ايطاليا, حيث تعمل مجموعة الدول الصناعية السبع على إصدار قرارات تشدد بموجبها العقوبات على ايران, فهذه الدول دخلت في سباق مع الوقت, حيث إسرائيل تريد الرد على الرد, ومجموعة السبع لا تريد ان ينزلق الشرق الاوسط الى وضع لا يمكن التنبوء بنتائجه على الاطلاق, وهي تحاول سحب فتيل الرد الاسرائيلي على هجوم طهران.
ووسط تصاعد التوترات التي تشمل حكما الحدود اللبنانية الاسرائيلية, تصبح الملفات اللبنانية, أكانت على مستوى رئاسة الجمهورية, أو تحرك اللجنة الخماسية والحديث عن ضرورة الحوار, مجرد تعبئة للوقت الضائع, الذي يسير على وقع حرب "طوفان الاقصى ", فيما يتقدم ملف النزوح السوري.
ولان الامن خط أحمر شهد البقاع أمس تفكيك بلدية بر الياس والمرج لمخيمين للنازحين السوريين, بعد ان طفح كيل البلديات البقاعية من التفلت الامني وارتفع مستوى الجرائم من سرقات ودعارة وتجارة ممنوعات وتوزيع كبتاجون وسواء من الأعمال المخلة بالأمن وفي كل ذلك الضحايا هم لبنانيون يخسرون ارواحهم كما حصل مع باسكال سليمان وياسر الكوكاش من العزونية .
والجدير بالذكر أن بلدية بر الياس والمرج هما من طالبا الأجهزة الأمنية مؤازرة عسكرية لإزالة المخيمين في الوقت الذي نشهد فيه تواطؤ للبلديات في مناطق أخرى سعياً لإبقاء النازحين للاستفادة المادية منهم ومن هنا تحمل البلديات المسؤولية الكبرى في معالجة النزوح السوري أقله في تنظيمه وتحجيمه وفرض تطبيق القانون ومنعهم من العمل ومحاسبة المخالفين وترحيل المشاكسين لحين تنظيم عودتهم إلى بلادهم لان لبنان لم يعد يحتمل المزيد من الحوادث الأمنية التي يرتكبها السوريون كل يوم, ناهيك عن الفلتان الامني وانتشار السلاح داخل مخيماتهم, فلا ننسى تقارير قيادة الجيش التي تصادر كل فترة من داخل هذه المخيمات أسلحة حربية وكاميرات وطائرات درون للاستطلاع عن بعد.
ميدانياً في الجنوب, الوضع يتفاقم ويتطور والمؤشرات لا تنبىء بالخير. فالعمليات تتوسع جغرافيا ونوعيا, حتى وصل الامر باسرائيل الى استهداف سهل ايعات في بعلبك .
الا ان سائل الاعلام الاسرائيلية تؤكد ان لبنان تبلغ عبر قنوات ديبلوماسية ان الجيش الاسرائيلي يعد لضربة صادمة ومفاجئة في لبنان. فهل الكلام صحيح, ام انه للتهويل ليس الا؟
أما على صعيد الملف الرئاسي, تواصل اللجنة الخماسية جولاتها على القيادات والنواب اللبنانيين لكن حتى الان لا نتيجة, بل ثمة نتيجة واحدة يخلص اليها كل اجتماع هو تأكيد ضرورة عقد اجتماع ثان, ما يعني ان الجميع يسعى لتمييع الوقت وان ساعة حسم الملف لم تأت بعد.
وفي ظل كل هذا الوضع المأزوم عسكريا وسياسيا, يجتمع مجلس النواب الاسبوع المقبل لمناقشة التمديد للمجالس البلدية والاختيارية, والواضح من تتبع الحيوية النيابية المفاجئة ان المنظومة اتخذت قرارها, وان التمديد للبلديات والمخاتير آت لا محالة.