يمكن أن تكون الألعاب المغناطيسية مصدراً للمتعة والتعلم, ولكنها قد تحمل في طياتها مخاطر كبيرة, خاصة عند استخدامها من قبل الأطفال الصغار. تتميز هذه الألعاب بأنها تحتوي على قطع صغيرة جدًا وقوية المغناطيسية, وهذا يعني أنها يمكن أن تجذب بعضها البعض من مسافات طويلة نسبيًا مما يزيد من خطر الابتلاع.
عند ابتلاع أكثر من قطعة مغناطيسية واحدة, يمكن أن تلتصق هذه القطع ببعضها عبر جدران الأمعاء, مما يؤدي إلى سد الأمعاء أو تمزقها ويستلزم غالبًا تدخل جراحي عاجل. وقد تكون النتائج خطيرة وتهدد الحياة إذا لم يتم التعامل معها بشكل سريع. لذا, من المهم جداً أن يقوم الآباء بالإشراف على أطفالهم أثناء اللعب بالألعاب المغناطيسية والتأكد من أن الألعاب تلائم أعمارهم. كما يجب التأكد من سلامة الألعاب وعدم وجود قطع مفككة أو مكسورة قد تزيد من خطر الابتلاع. إضافة إلى ذلك, ينصح بتخزين هذه الألعاب بعيداً عن متناول الأطفال الصغار الذين لا يفهمون المخاطر المحتملة.
حذر جراحوا الأطفال في ألمانيا من مخاطر الألعاب المغناطيسية. وقالت مديرة عيادة جراحات الأطفال في مستشفى "ينا" الجامعي, فيليسيتا إكولت, قبيل مؤتمر الجراحين الألمان في لايبتسيغ إن ابتلاع خرزات أو مكعبات صغيرة ذات جاذبية مغناطيسية قوية يمكن أن تكون له عواقب مميتة في أسوأ الحالات, وأضافت: "ابتلاع عدة مغناطيسات أو مغناطيس وجزء معدني أمر خطير للغاية".
أوضحت إكولت أنه يمكن لقوة جذب المغناطيس في أجزاء مختلفة من الجهاز الهضمي أن تقلل من تدفق الدم في منطقة ما ويمكن أن تتسبب في ثقوب بجدار الأمعاء.
أشارت إكولت أن تلك المغناطيسات تُباع على سبيل المثال كجزء من ألغاز ثلاثية الأبعاد, أو كألعاب بناء للبالغين والمراهقين, لكن الحالات تُظهر أنها تنتهي بشكل متكرر في أيدي الأطفال الصغار.
ذكرت إكولت أنه لا توجد إحصائيات حول مثل هذه الحوادث في ألمانيا, مشيرة إلى أن تحذيرها له سبب حالي, حيث توفت مطلع هذا العام فتاة تبلغ من العمر 20 شهراً بعد إصابتها بالقيء والإسهال والجفاف عدة مرات, موضحة أن المغناطيسات تسببت في انسداد معوي حاد ناجم عن ضغط قوة جاذبية المغناطيس على جدار الأمعاء. ويبدو أن الطفلة ابتلعت عدة مغناطيسات في أوقات مختلفة.
وفي عام 2018 تفاعلت الرابطة الإقليمية البافارية لاتحاد حماية الطفل ووزارة البيئة وحماية المستهلك في ولاية بافاريا مع وفاة طفل يبلغ من العمر 4 سنوات عبر تحذير الآباء من الألعاب المغناطيسية.
ذكرت إكولت أنه من المهم الانتباه إلى القيود العمرية وعلامات التدقيق عند التعامل مع الألعاب.
تعد علامات (CE) إشارة إلى أن الشركات المصنعة قد قامت باختبار منتجاتها الخاصة. مع ذلك, فإن الأفضل هي علامات (GS) التي تمنحها وكالة اختبار مستقلة, بحسب إكولت. بوجه عام, فإن المغناطيسات الصغيرة والقوية جداً لا تناسب أيدي الأطفال.