اكتشف العلماء الصينيون أن العام الحالي سيكون الأكثر سخونة على الإطلاق وسيحطم الرقم القياسي لمتوسط درجات الحرارة على الأرض المسجل في عام 2016.
وقالت الخدمة الصحفية لمعهد فيزياء الغلاف الجوي التابع لأكاديمية لعلوم الصينية أن الأرقام القياسية تعود إلى تفاقم ظاهرة النينيو المناخية. وقد تم نشر دراسة بهذا الشأن في مجلة علمية صينية.
جاء في تقرير نشرته أكاديمية العلوم: "قام العلماء بتحليل البيانات التي تم جمعها في إطار قاعدة بيانات المناخ الصينية CMST 2.0, فتوصلوا إلى استنتاج مفاده أن عام 2023 هو فعلًا ثالث أكثر الأعوام حرارة في التاريخ بعد العامين القياسيين 2016 و2020. مع ذلك فإن درجات الحرارة تستمر في الارتفاع, وقال التقرير إنه مع الأخذ في الاعتبار توقعات التغيرات في ظروف المحيط الأطلسي وظاهرة النينيو, فإن عام 2023 سيصبح نهاية المطاف العام الأكثر سخونة على الإطلاق".
وتوصلت مجموعة من علماء المناخ بقيادة لي تشينغ شيانغ, الأستاذ في جامعة "صن يات صن" في تشوهاي إلى هذا الاستنتاج باستخدام قاعدة بيانات CMST 2.0 التي أنشأوها. وتجمع قاعدة البيانات بين التغيرات في درجة حرارة سطح الأرض والجو, وأعدها الباحثون في جميع أنحاء العالم باستخدام الأقمار الصناعية والطائرات والمحطات الأرضية, طوال فترة الرصد بأكملها.
وأشار تحليل بيانات CMST 2.0 إلى أن عام 2023 كان في نصفه الأوّل من بين السنوات الثلاث الأكثر سخونة في التاريخ من حيث متوسط درجات الحرارة الإجمالية ودرجات حرارة سطح البحر. وتجاوز المؤشر الأوّل المعدل التاريخي بمقدار 0.88 درجة مئوية, وهو أقل قليلًا من نفس القيم لعامي 2016 و2020 بمقدار 1.07 و0.89 درجة مئوية على التوالي والمؤشر الثاني بمقدار 0.66 درجة مئوية, وهو قريب أيضًا من الأرقام القياسية المسجلة في الأعوام الماضية.
وتدل حسابات علماء المناخ على أنّ شذوذات درجات الحرارة ستستمر في الارتفاع في النصف الثاني من عام 2023, وهو ما يرتبط بتأثير تذبذب شمال الأطلسي وظاهرة النينيو على المحيط العالمي. ونتيجة لذلك, فبحلول نهاية العام سيكون متوسط درجات الحرارة على الأرض في عام 2023 أعلى بمقدار 1.26-1.3 درجة مئوية عن المعدل التاريخي, وهو أعلى من القيم القياسية لعامي 2016 و2020. ويؤكد ذلك مرة أخرى الطبيعة السريعة للغاية لتغير المناخ على الكوكب.