يعيش اللبنانيين في حالة من الرعب منذ وقوع الهزة التي بلغت قوتها 4.7 درجات، فالقلق يلاحق البعض وسرق منهم الراحة والنوم منذ تلك اللحظة الصعبة، وآخرون يحاولون إيجاد حلول لأي سيناريوهات محتملة ومقلقة في حال عاودت الارتدادات نشاطها، وكأن هذا الشعب الذي عانى منذ 3 سنوات صدمة انفجار 4 آب، بالإضافة إلى مشقات الجوع والعوز ويصحو على دولار جنوني ومحروقات حارقة كان ينقصه اهتزاز نفسي إضافي.
أكدت المعالجة النفسية ريما بجاني، أنه “لا يمكن فصل الهزة التي تعرض لها لبنان عن انفجار بيروت، لأن هناك قسماً من الناس لم يعالج الأذى الذي تعرض له إثر الانفجار وعاود عيشه الآن، والقسم الآخر يعايش الصدمة بعد الهزة”.
ولفتت بجاني إلى أن “الهزة بحد ذاتها يمكن أن تنمي نوعاً من الخوف إثر العوامل الطبيعية إذ أن لبنان منذ زمن بمنأى عن هذه العوامل والانطباع كأنه الآن عاد الى دائرة الخطر”. وتنصح الناس “بالاتجاه نحو الوقائع والمعلومات التي تعطي أجوبة منطقية ليتمكنوا من التحكم بقلقهم الذي يؤدي لأفكار غير منطقية”.
“الناس التي عاشت انفجار بيروت ولم تعالج الصدمة تأذت جداً من الهزة لأن العوامل تشابهت، وردة الفعل كانت اقسى من الأولى”، وفقاً لبجاني التي تنصحهم “بالتوجه لمعرفة أسباب ردة فعلهم القوية جداً، ومعرفة الامور غير المنحلة العالقة في لاوعيهم ليتمكنوا من الانطلاق بحياتهم مجدداً”.
كم واعتبرت أن “الهزة تسبب للبعض رعباً، فكلما سمعوا صوتاً يشعرون بالقلق”، تشير إلى ضرورة “توجه هؤلاء الى أخصائي يساعدهم على التغلب على القلق ما بعد الصدمة وإلا سيتغذى هذا الاحساس”.
ودعت الشعب اللبناني ككل إلى “التطلع نحو الافكار المنطقية وتنظيف الامور من الداخل إن عبر قدرة الفرد الشخصية أو بمساعدة أخصائي”.
وختمت برسالة الى الأهالي، “تصالحوا مع الصدمة لتتمكنوا من زرع احساس الأمان داخل أولادكم وعدم نقل القلق لهم”.