الرأي:

في دراسة مبسطة يعطي فيها علماء النفس سبعة فوارق جوهرية بين المتعة والسعادة , وهي أن المتعة تكون لساعات أما السعادة فهي لسنوات ، المتعة عضوية أما السعادة فهي نفسية ، المتعة تُأخذ اما السعادة فأنها تُعطى ، المتعة يشعر بها الشخص بمفرده اما السعادة فأنه يشعر بها مع الاوساط الاجتماعية، المتعة قد تحتاج الى مخدر أو غير ذلك ولن تحتاج السعادة الى هكذا مواد  المتعة مصدرها الدوبامين والسعادة مصدرها السيروتونين , يضاف الى ذلك انه كلما سعى الانسان وراء متعته كلما زادت تعاسته.

ولأن الطبع يغلب التطبع فأن الوحدة والتوحد جعلا بعض شباب لبنان لا يكترث بمن حوله ولا يهتم الا بمتعته الشخصية وهذا مبدأ سيئ ،  وكثيرون منهم يتساءلون دوماً كيف أسعد نفسي في هذه الحياة ؟ وما هي الأفكار التي تجلب لي المتعة؟ وقد تكون "عبادة الذات" هي من العادات السيئة التي تسربت الى عقول بعض ابناء وطني وهي بالطبع ما كانت يوماً في تقاليدنا وعاداتنا.

وقد عززت الوحدة الانطواء على الذات كما عززت المتعة الشخصية لكثيرين السعادة الوهمية وجعلت بعضهم يتنصل من كل التزام ، في الاخير وفي تجربة شخصية وجدت أن المتعة هي بالعمل وأن السعادة هي بالشعور بالانجاز ، كما ان السعادة في الحياة هي أن تعيش على طريقتك وليس على طريقة الأخرين ، والمتعة هي في إختيار طريق الله والعيش وفقاً لها بسعادة .

نقولا ابو فيصل ✍️من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا أكتب؟" جزء 5