وزّع مدير عام مؤسسات أزهر البقاع الشيخ الدكتور علي الغزاوي بياناً مفصلاً عن برنامجه الانتخابي لمركز افتاء زحلة والبقاع الغربي وفي ما يلي نص البرنامج:
قال الله تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَـٰقَ ٱلَّذِينَ أُوتُوا ٱلْكِتَـٰبَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ) 187 . آل عمران
إن الله تعالى نسب الفتوى إليه, ثم أخذ الميثاق على أهل العلم وانتدبهم ليبلغوا آياته.
ثم إن الفتوى الشرعية هي توقيع عن الله, وقد كتب ابن القيم رحمه الله تعالى كتاباً أسماه (إعلام الموقعين عن رب العالمين).
هذا وعملاً بقوله تعالى: (وَقُلِ ٱعْمَلُوا فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَٱلْمُؤْمِنُونَ) 105 . التوبة ؛ وانطلاقاً من قول النبي J: "إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه "؛ وحفظاً للأمانة التي أولاني إياها سماحة المفتي الراحل الشيخ خليل الميس رحمه الله تعالى, واستجابة لطلب كثير من إخواني العلماء وأهلي في البقاع ؛ في الترشح لحمل أمانة إفتاء زحلة والبقاع الغربي, وحرصاً مني على المصلحة الإسلامية العليا, ومصلحة البقاع, وصوناً للمؤسسات الإسلامية فيه, ومتابعة لمسيرة المفتي المؤسس الشيخ خليل الميس رحمه الله تعالى؛ وبعد الاستخارة لله تعالى والتوكل عليه, ثم استشارة أهل الفضل من أهل الحل والربط في بقاعنا العزيز, عزمت بعد التوكل على الله على الترشح لهذا الموقع الرسمي (إفتاء البقاع).
سائلاً المولى عز وجل أن يهيئ لنا وللمؤسسة ولمجتمعنا ما فيه الخير والسداد والفلاح. وإني أسأل الله أن يعينني وإخواني على تحقيق الأمور الآتية:
في مجال العلاقة مع دار الفتوى الأم:
العمل بنظام دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية والوقوف إلى جانب صاحب السماحة مفتي الجمهورية والمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى, لتحقيق مصالح المسلمين والمواطنين على كافة الصعد: الدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
في المجال الوطني السياسي :
إن السياسة التي نؤمن بها ونعمل من أجلها هي العمل على توحيد الصف ولم الشمل, بالتعاون مع المسؤولين بما يحقق المصلحة الوطنية العامة والخاصة, بعيداً عن الحزبية والفئوية والمحاصصة. لتبقى دار الفتوى في البقاع المرجعية الدينية والوطنية, والحاضنة الاجتماعية لكل أطياف المجتمع البقاعي.
والعمل على تطبيق الدستور واتفاق الطائف وتحقيق الإنماء المتوازن والعدالة الاجتماعية, والحفاظ على المصلحة الوطنية العليا بما يحفظ لكل طائفة خصوصيتها وأحوالها الشخصية؛ والتعاون مع وزراء الطائفة ونوابها والمسؤولين فيها لحفظ مواقعها في المؤسسات؛ وسنمد اليد لجميع أبناء الوطن ومكونات المجتمع اللبناني لما فيه مصالح البلاد والعباد.
كما سنكون مع قضايا أمتنا العربية والاسلامية وفي مقدمتها قضية فلسطين.
في المجال الوقفي :
إيلاء دائرة أوقاف البقاع اهتماماً كبيراً لجهة تفعيل الاستثمارات وتطوير المشاريع وتنميتها.
واستحداث دائرة قانونية من المتخصصين بالقانون اللبناني والدولي, للحفاظ على الوقفيات, واسترداد المسلوب منها.
وتكليف فريق من المحامين اللبنانيين لمتابعة جميع الملفات العالقة في المحاكم المدنية وغيرها.
في المجال الدعوي :
تأسيس لجنة للدعوة والإرشاد؛ تهتم بشؤون الأئمة والخطباء والمدرسين, عبر دورات مستدامة لتنمية المهارات الدعوية واستقطاب كبار الدعاة لإقامة دورات دعم تدريبية في هذا الشأن وضرورة تعزيز دور الداعية في حقه العادل اقتصادياً واجتماعياً وأسرياً. والسعي في تأمين كفالات للدعاة من المؤسسات والأفراد .
في المجال المؤسساتي:
إكمال مسيرة سماحة المفتي الراحل العلامة الشيخ خليل الميس رحمه الله تعالى, من خلال المحافظة على المؤسسات وتطويرها وزيادة وقفياتها .
وإننا نعتبر مؤسسات أزهر البقاع أمانة الأمة الخاصة والعامة, لأنها تمثل مقاصد الشريعة مع الفكر الوسطي المعتدل الذي أرساه سماحة المفتي الميس؛ والذي كان قدره الرحيل وقدرنا مع إخواننا والغيورين متابعة المسير.( فعهدك يا سماحة المفتي الراحل أمانة, ومشروعك أمانة, ومنهجك أمانة, وأسرتك أمانة).
في المجال القرآني :
تعزيز دور لجنة الحفّاظ والمجازين لتنشيط عمل مراكز تحفيظ القرآن الكريم في البقاع. والعمل على تخريج جيل قرآني يحفظ القرآن لتحفظ به الأمة والأوطان .
في المجال التربوي :
تفعيل (تجمع مدارس البقاع), وصولاً إلى توحيد المناهج التربوية في المدارس الخاصة في البقاع؛ عبر تأسيس لجنة تربوية خاصة لمتابعة تنفيذ هذا الهدف.
في المجال الفكري :
التشبيك مع المؤسسات الفكرية والعلمية والثقافية, واستثمار الموارد البشرية, وذلك بغرض تحقيق التنمية البشرية والاقتصادية والمجتمعية لمنطقة البقاع.
في المجال الاجتماعي :
العمل على تحقيق التنمية الاجتماعية من خلال التعاون مع البلديات والجمعيات والمؤسسات الأهلية والكشفية وتوحيد الجهود الاجتماعية .
في المجال الاغترابي:
إنشاء لجان متابعة للبقاعيين المغتربين, وتفعيل وتعزيز دور دائرة المغتربين في دار الفتوى البقاع بما في ذلك إرسال الدعاة بصورة دورية لتثبيت أهلنا على إسلامهم, والوقوف إلى جانبهم في إقامة المؤسسات الحاضنة لمشاريعهم الدينية والتربوية والاجتماعية. والعمل على تأسيس (المنتدى اللبناني الدولي للمغتربين), بهدف التواصل مع المغتربين وارتباطهم بالوطن وأهله, والعمل على تحقيق مطالب المغتربين وحفظ حقوقهم السياسية والأسرية واستعادة الجنسية وغيرها . وفاءً لدعمهم ووقوفهم مع مجتمعهم اللبناني عامة والبقاعي خاصة لاسيما مؤسسات دار الفتوى في البقاع.
في المجال الشبابي :
رعاية وحماية الشباب من التطرف بكافة أشكاله, عبر إنشاء اللجان الثقافية والتوعوية القادرة على احتضان الشباب وتفعيل دورهم في المجتمع ودرء مخاطر تعرضهم للتطرف أو التنمر أو الغزو الفكري والثقافي, أو التلف والانحلال , أو الاستغلال وجعلهم فريسة للمخدرات وغيرها.
في المجال النسائي ودور المرأة في الإصلاح الاجتماعي :
إيلاء المرأة اهتماماً خاصاً لجهة تمكينها من التعلم والتدريب وتنمية المهارات, والعمل على تسهيل انخراطها في الشأن العام بما يناسب فطرتها البيولوجية, والتنسيق مع الجمعيات الخيرية النسائية الأمينة والمنصفة, والتدريب المهني والتقني, ومحو الأمية بين كثير من النساء ودعم المبادرات المماثلة.
في مجال البحث العلمي :
تمكين مركز البحث العلمي في أزهر البقاع من القيام بدوره المنوط به, ودعم الجهود الرامية كي يصير المركز مؤسسة علمية وبحثية تعمل على رسم الخطط وبناء الاستراتيجيات الكفيلة بالانتقال بالمنطقة من دور التلقي المعرفي والثقافي وغير ذلك؛ إلى مستوى التأثير والفعالية وتقديم المبادرات الكفيلة بتحقيق المشاركة الفاعلة والبناءة على مستوى الوطن.
في المجال الإعلامي :
تطوير برامج إذاعة القرآن الكريم صوت الأزهر بما يلبي حاجات العصر, والانتقال بالإعلام الإسلامي الرسمي في لبنان إلى دخول عصر الحداثة وتكنولوجيا المعلومات والبث الفضائي, والتشبيك مع المؤسسات المتخصصة في هذا المجال, واستثمار وسائل التواصل ومواقعه في مجال التوعية والنفع للمجتمع بما يدعم التواصل والتفاهم بين أبنائه ويعزز الترابط الأسري والقيم الخلقي .
في مجال الإصلاح والعمل التوعوي :
إنشاء لجان لإصلاح ذات البين؛ يقوم عليها فريق من وجهاء وفعاليات البقاع, وبخاصة أهل الفضل الذين لهم خبرة في العمل الإداري والاجتماعي من كبار الموظفين المتقاعدين والذين يرغبون باستمرار عقدهم مع ربهم بمحراب خدمة مجتمعهم.
كما وسنسعى بإذنه تعالى جاهدين لإنشاء مجلس شورى لمفتي البقاع؛ يضم نخبة من المثقفين والعلماء ورجال الأعمال ورجال السياسة؛ بغرض بناء رؤية جماعية, وبهدف رسم استراتيجيات علمية واعية ومنظمة لإخراج المواطنين من أزماتهم التي يعانون منها. على أن تكون هذه الرؤية والاستراتيجية منطلقة ومؤسسة على الدستور, ومتفقة ومنسجمة مع الواقع والقانون؛ وحافظة لثوابتنا الإسلامية والوطنية والعربية التي تبنتها ودعت إليها دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا.
والعمل على الاستفادة من كوادر المجتمع ونخبته في كل الأصعدة وخاصة من تقاعدوا عن الوظيفة ولم يتقاعدوا عن خدمة مجتمعهم, من أصحاب الكفاءة وذلك للتخطيط وبناء رؤية واضحة لواقع وحال المسلمين في وطنهم للخروج من الأزمات التي ألمت بالمجتمع والوطن للوصول إلى بر الأمان .
في مجال الإدارة العامة :
الحفاظ على حقوق الطائفة السنية في لبنان والتي كفلها الدستور في الوظائف وخدمة الوطن واسترجاع ما أخذ وتحصين ما بقي حفاظاً على الوحدة الوطنية والعدالة بملء الشواغر. كما سنعمل على إنصاف الإخوة الموقوفين من خلال المطالبة بتسريع المحاكمات ليتبين البريء من المدان تحقيقاً للعدالة القضائية.
هذا ونأمل من الجميع دعوة صالحة في ظهر الغيب, كما ونأمل أن نكون عند حسن ظن من يملكون الصوت الانتخابي لتأديته بأمانة ليصل إلى مقام الإفتاء من يستحقه بقاعنا ويحمل هم أمتنا.