في مناسبة لقائه بأعضاء من "لجنة تمثال العذراء في زحلة", في 30/11/2021, صرّح المطران جوزف معوض, راعي أبرشية زحلة المارونية, بما يلي:
مقام سيدة زحلة والبقاع هو علامة الشراكة المسيحية. لهذا المقام الذي يشرف على مدينة زحلة ويستقطب ال مؤمنين من مختلف الكنائس ليستشفعوا أمنا مريم العذراء, ميزة كنسية طبعته منذ نشأته, وهي انه مساحة, لا جغرافية وحسب, بل روحية أيضاً, للشراكة المسيحية. ظهرت هذه الشراكة على مدى تاريخه, وخصوصاً في محطات لافتة ومشعة, ومنها:
ـ نشأة فكرة إقامة تمثال في زحلة منذ سنة 1956 مع الأخويات والجمعيات ذات الانتماءات الكنسية المتعددة.
ـ تأليف لجنة لمتابعة بناء المقام, حصلت على علم وخبر رقم 849 في 2 ايلول 1963, من وزارة الداخلية اللبنانية, تحت اسم "لجنة تمثال العذراء في زحلة". عبّرت هذه اللجنة عن الشراكة المسيحية من خلال أعضائها, وهم: يوسف الياس الحاج شاهين (رئيسا), حليم نعمة أبو شلهوب (نائبا للرئيس), فؤاد داود عصفور(أميناً الصندوق), جوزف بطرس ساسين نون (محاسبا), جورج نجيب اسكندر( أميناً للسر في البداية, المطران لاحقاً), انطوان ناصيف العموري (أميناً للسر لاحقا), لويس جرجي لحود (ممثلاً للجنة لدى الحكومة), وانطوان ونسان داويديان. واستمرّت الشراكة المسيحية في تكوين اللجنة حتى اليوم.
ـ بسعي من المطران افتيموس يواكيم, قدّم آل سرور للمطران نفسه العقار 780 أراضي زحلة, لاقامة التمثال. والمطران بدوره قدم العقار "للجنة تمثال العذراء في زحلة". وهذا فعل يعبّر عن تقديره للشراكة المسيحية. وهذه الشراكة تفرح بالحق, وتعترف بالمساهمات الكبيرة التي يقدمها أشخاص أو جماعات أو طائفة. وبقدر ما تكبر المساهمة, بقدر ما يكون لها من فضل في عيش الشراكة.
ـ بفضل هذه الشراكة المسيحية, اتخذ مقام العذراء في زحلة والبقاع طابعاً شاملاً, فأصبح جامعاً للمؤمنين من الكنائس المتنوعة, وأصبحت زحلة تُعرف به, كما في حريصا ومغدوشة. وهو في استقباله لليتورجيات المتنوعة التي تقام فيه, يعكس طبيعة زحلة المتنوعة في كنائسها, والجامعة لها في شركة المحبة. ما أكبر هذا المقام, وما أجمل رسالته, وأملنا أن يبقى دائماً في زحلة رمزاً للشراكة المسيحية .