كرم رئيس ومجلس بلدية زحلة -معلقة وتعنايل رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك عصام درويش, لمناسبة إنهائه سنوات خدمته الكهنوتية, وقبل تسليمه مهام الأبرشية الى خلفه المطران إبراهيم إبراهيم.
حضر حفل التكريم رؤساء الأديرة والجمعيات, وأعضاء المجلس البلدي, الى نائب الاسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم, وتخلله تقديم لوحة للمطران درويش بريشة الفنانة جورجيت زعتر جسدت حي المعالفة المعروف بسيدة النجاة ببداية القرن العشرين, قبل أن تتغير معالمه, وقد سماها درويش بأيقونة زحلة ووعد بضمها الى المتحف الذي أنشأه في المطرانية.
وتخلل الحفل كلمة لرئيس البلدية أسعد زغيب قال فيها:"إجتمعنا اليوم لنشكر سيدنا عصام درويش على كل لحظة عمل فيها لخير مدينة زحلة وأهل زحلة", متوجها اليه بالقول "سيدنا أنت اليوم وكل يوم رب المنزل, أنت المطران العصامي, مثال التواضع ومثال الرقي والشهامة, زحلة التي كنت لها السند في كل مراحل مسيرتك الكهنوتية, تفرح وتهلل اليوم لراعيها الذي ترك في كل زاوية من زواياها ذكرى فرح, وروح محبة وسلام, منذ عملت بدار الصداقة, وتأسسيسك قرية الصداقة والمهنية في الفرزل, وخدمتك في كنيسة مار يوسف حوش الامراء, ورعايتك لأبرشية الفرزل وزحلة والبقاع, وبالتأكيد إهتمامك وتعبك اليومي لنجاح طاولة يوحنا الرحيم, هذا العمل الذي زرع الفرحة والبسمة على وجوه كثيرين من أبناء زحلة كانوا لوقت طويل منسيين."
وأضاف زغيب "معك يا سيدنا نستعيد بكل لحظة, تاريخ مدينة حافل بالمجد والأصالة والعراقة, ونعيش حاضرا مشرفا, ننظر من خلاله لمستقبل باهر ومشرق.
معك ومع أساقفة زحلة الكرام, لا يمكنني إلا أن أتكلم بالعمق الثقافي والإجتماعي والديني لمدينة الشعر والخمر والعنفوان. مدينة السلام والمحبة. زحلة المميزة بعاداتها وتقاليدها. زحلة المميزة بمجلس اساقفتها, الذين يحضنون أهلها ويعيشون معهم أفراحهم واحزانهم. زحلة مدينة العذراء أم المسيح, مدينة الكنائس والمعابد والأديرة, تفتخر أن أهلها من كل الطوائف والمذاهب, كبروا معا على عادات وتقاليد بعضهم البعض, وهذا كله بفضل أهلنا الذين قاموا بتربيتنا على هذا الأساس, وبفضل إتحادكم وعيشكم روح المسيح وفرح العطاء".
سيدنا نشهد اليوم على أن إنجازاتك التي جعلت من زحلة متحفا دينيا عالميا. أنت الذي كنت أمينا على المدينة وعلى الشعب طوال فترة وجودك على رأس الأبرشية. نشكرك على تحمل المسؤولية والحفاظ على زحلة مدينة العيش الكريم, ومدينة الإلفة برغم كل التحديات, وحملت الصليب بأمانة, وتعاليت عن كل الصغائر.
سيدنا أنت تعرف أن جدودنا هم الذين صنعوا هذه المدينة, ولم ينتظروا أحدا ليقدم لهم تاريخا يتغنون به, ولهذا قررت أن تخلد هذا التاريخ من خلال متحف أقل ما يقال فيه أنه ثرددصرح ثقافي ديني, تاريخي, رفع زحلة الى مصاف المدن الراقية, وخلد الذاكرة الجماعية الزحلية, ذاكرة شعب زحلاوي صنع الحضارة الزحلية, وجعل من مدينته منارة للأمم التي تسعى لتنهل أكثر من المعرفة والعلم.
اليوم نطلب لك بصلاتنا طول العمر مع الصحة الكاملة لتكمل المسيرة, مسيرة المسيحية التي على مر العصور مرت بكثير من الصعاب والآلام, وبقيت صلبة وراسخة, وإستمرت بفضل أباء مقاومين, وأساقفة ملتزمين بتعاليم رسل المسيح, وبذات الوقت نطلب منك أن تصلي لنا, لتنبقى زحلة مدينة السلام والآمان وجامعة المسيحيين بهذا الشرق.
مجددا أهلا وسهلا بكم, وتمنياتنا أن نبقى كلنا يدا واحدة لخدمة زحلة وأهل زحلة".
كما كانت كلمة للمطران عصام درويش شكر فيها رئيس البلدية وأعضاء المجلس البلدي على الالتفاتة التي تدل على النبل.
وقال: "لقد كنت سعيدا جدا خلال توليتي أن أعمل جنبا الى جنب مع رئيس البلدية, كانت تجمعنا أمورا كثيرة وكنت سعيدا جدا للعلاقة بيننا التي كانت تتطور يوما بعد يوم لما فيه مصلحة المدينة.
خلال خمس وعشرون عاما, بدءا من دار الصداقة في حوش الأمراء فكسارة فالفرزل ثم خلال أسقفيتي سخّرت كل طاقاتي من أجل زحلة لتبقى منارة في لبنان والشرق. وأنا فخور بما حققت.
لم يكن سهلا مراعاة التوازنات الداخلية ولم يكن سهلا أن أوازن بين مهماتي الروحية التي هي بالأساس من واجبات الأسقف والأمور الأخرى التي كانت تُطلب مني كالخدمات اليومية للناس أو العلاقات التاريخية السياسية أو الاجتماعية مع سيدة النجاة. لكني كنت أركز دوما على صفاء المبادئ واحترام الآخر وقيمه الدينية وتراثه الاجتماعي الذي يحفظ كرامة الإنسان.
أنا اليوم لا أفتش على أماكن النجاح ولا أماكن الفشل, فهذا يعود لكم, إنما أفتش اليوم وأنا على أبواب التقاعد, عن خطوات جديدة أكون فيها أكثر انسحاقا وخدمة لأخي الفقير والمحتاج. فمسيرتي لن تتوقف إلى أن تبلغ إلى "ملء اكتمال المسيح" (أف4: 13)
أشكر الله على كل ما صنعه على يدي, أشكره لأنكم كنتم, أنتم وكل واحد من أبناء وبنات هذه المدينة والأبرشية, موضع حبي.
لقد اخترت الحياة في المسيح واخترت أن أبذل نفسي من أجل الأخوة فكرمني الله بكم أنت الأحباء
شكرا مجددا لكم وعبركم شكرا لهذه المدينة وجميع أبنائها وبناتها.