غابت الاحتفالات بذكرى الاستقلال عن مسرح الكلّيّة الشرقيّة الباسيليّة خلال العامين المنصرمين فغابت عنه ضحكة التلامذة والأناشيد الوطنيّة والرقصات على أنغام "ترجع تتعمّر يا دار" و"راجع راجع يتعمّر" وغيرهما من الأغنيات التي تغرس الأمل ببناء الوطن وعودته إلى أيّام العزّ والمجد والكرامة.
وبمناسبة مئويّة إعلان دولة لبنان الكبير والتي أجّلت الكلّيّة الشرقيّة الباسيليّة الاحتفال بها من العام الماضي إلى العام الحاليّ بسبب جائحة كورونا التي جمّدت العالم كلّه جوًّا وبرًّا وبحرًا, كانت للأمّ الشرقيّة كلمتها, حيث احتفل أبناؤها الصغار والكبار على السواء بهذه الذكرى الملأى بالعزّة والشموخ, والتي تفيض إباءً وكرامةً ومجدًا.
بداية الاحتفالات كانت مع تلامذة الفرع المتوسّط الذين اشتاقت أرض المسرح لخبطة أقدامهم وسماع أصواتهم وهم ينشدون الأناشيد الوطنيّة.
بعد النشيد الوطنيّ اللبنانيّ ونشيد المدرسة كانت كلمة للأب المدير جاورجيوس شبّوع الذي عبّر في كلمته الترحيبيّة بالأهالي والحضور, عمّا يدور في وجدان كلّ مواطن من معاناة وألم وقهر وعذاب, ثم وجّه كلمة شكر لكلّ مَنْ حضّر ودرّب وشارك في التحضير لهذا المهرجان الوطنيّ من معلّمات وتلامذة, ثمّ ترك خشبة المسرح للممثّلين الصغار الذين أبدعوا في تقديم المسرحيّة الوطنيّة الكاملة والمتكاملة من كتابة السيّدتين المتميّزتين روزين حنّوش أبي راشد وبترا تنّوري رومانوس.
وختام الاحتفال كان مع الأب الرئيس شربل أوبا الذي أبدى إعجابه بهذا العمل المسرحيّ, ولم يُخفِ تأثّره وفرحته بعودة الحياة الطبيعيّة والنشاطات إلى هذا المسرح الذي اشتاق لكلّ همسة وبسمة وضحكة وتصفيق من التلامذة ومسؤوليهم ومعلّميهم وأهاليهم.
كذلك كان لفرع الروضات بصمته المميّزة على خشبة المسرح إذ أنشدت أفواههم البريئة أناشيد العزّة والكرامة رافعين بشموخ وإباء هاماتهم وفي عيونهم أمل بغد أفضل, كما كانت للسيّدة مها مطر بحرصافي كلمة بالمناسبة رحّبت بها بأهالي التلامذة الصغار.
إيهِ يا وطن الأرز! ها هم أبناؤك الميامين يصنعون غدك, وعلى جبينك يطبعون بصمة المجد والكرامة, وعلى كتفك تستريح الحرّيّة, وفي باطنك يرقد الشهداء...
فسلام نوجّهه إليك مع كلّ قطرة دم سُفكت فرَوَتْ ترابَ أرضك النقيّ الطاهر... وكلّ عام وأنت وطننا المعافى...