الرأي - سامر الحسيني
لو قيض الامر لاي سلطة في العالم ان تذل شعبها لما استطاعت الوصول الى مستوى السلطة اللبنانية,فيما تفعله في مواطنيها كل لحظة من طوابير البنزين الى حلقات المصارعة في السوبر ماركت على الزيت وصولا الى متاهة التفتيش عن حليب الاطفال المفقود من الصيدليات.
يسمع كثيرا واعتياديا عن حكام سرقوا مقدرات الدولة وخيراتها ولكن في التاريخ الحديث لم يسمع ان سلطة سرقت الدولة وخيراتها ومقدراتها ثم سرقت جنى وتعب مواطنيها كما فعلت السلطة في لبنان حين ابتدعت دعم لسرقة ما تبقى من مؤؤنة في مصرف لبنان ولم يكفها حتى مدت يدها الى الاحتياطي الالزامي من اموال المودعين كما تفعل حاليا .
مئات الملايين صرفت على دعم موهوم لم يتسفد منه اللبنانيون ولم تكن الية الدعم التي تستمر بها هذه السلطة محض صدفة او خطأ في تنفيذ بنودها ,ولكن هذه الالية,اختيرت بعناية لتكون كما هي اليوم وما تبقى منها ,اريد لدعم المحروقات ان يعبر بسهولة باتجاه الاراضي السورية كما يحصل وحصل في السابق ,واريد لدعم السلع الغذائية,ان تصل اطنان منها لتستقر في رفوف المؤسسات التجارية الكبيرة في لندن ودول الخليج وافريقيا وسوريا وسواها من البلدان التي وصلت اليها السلع الغذائية المدعومة في لبنان .
دعم الدواء وصل بطائرات الى اليمن وليبيا وسوريا ومصر ودول الخليج وتركيا وكل اصقاع الارض ولم تصل الى منازل اللبنانيين الموجوعين,الذين لا يجدون حتى اليوم مسكن او دواء وصولا الى فقدان حليب لاطفالهم .
فتش اللبنانيون طويلا عن الزيت المدعوم والحبوب والسكر وعثروا عليها في يد الافارقة و على رفوف المولات التجارية في دولة الخليج وبريطانيا .
ملايين الليترات من المحروقات عبرت لبنان الى سوريا وعلى عينك يا تاجر والدولة تكمل في الدعم وتحرم المحروقات عن مواطنيها ليصلوا بامان وسلام الى سوريا .
اما الحديث عن دعم اللحوم ,ففضائح الابقار كفيلة بفتح معلقات عن مئات الملايين من الدولارات التي انتقلت من خزينة المصرف المركزي الى جيوب بعض النافذين ومن سهل لهم من رسميين وغيرهم .وطبعا لم تصل اللحوم الحمراء الى برادات اللبنانيين .
عبرت قوافل في البر تحمل مئات الرؤوس من الابقار الى سوريا وغيرها انتقل من باخرة الى اخرى ومن طائرة الى اخرى الى الخليج ,اما بواخر الاعلاف فبيعت من شقيق الى شقيق ومنه الى الخارج ولم يستفد منها قطاع المواشي ولم يسال احدا .
لم يكن الدعم سوى الية جديدة لسرقة المال العام بواسطة وزراء في حكومة اتت للانقاذ ولكنها انجبت وزراء حموا التهريب .
لم تترك هذه السلطة للمواطن اللبناني الا ان يستغيث بها لرفع الدعم وهذه سابقة لامثيل لها في اي دولة في العالم ,فالدعم له وزرائه واربابه وتجاره وللمواطن بضعة ليترات من البنزين وليترات من المازوت بسعر يزيد عشرة الاف ليرة في الصفيحة الواحدة عن السعر الرسمي الذي لم يكن مطبقا الا في النشرة الرسمية .
بعد صرف اكثر من عشرة مليارات دولار لا يجد اللبناني محروقات والغذاء واللحوم تضاعفت عشرات المرات والدواء مفقود ,فرحمة باللبنانيين ارفعوا الدعم اليوم واحفظوا ما تبقى من اموال المودعين ,وليفرج بعدها عن اطنان من الدواء المخزن وملايين من ليترات المحروقات المخبئة في الخزانات والصهاريج واوقفوا طوابير الذل والاهم انهوا مزارب الكهرباء في لبنان وعالجوها بتخصيصها .