شدد المُنتج اللبناني وخبير مواقع التواصل الاجتماعي أحمد شحادة على "أهمية تطوّير أساليبنا في التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي وذلك لحماية معلوماتنا الشخصية فأنظمة الاختراق "الهكر" تُنشئ أساليب عديدة بشكل يومي".
وكشف شحادة, في حديث عبر موقع "القوات اللبنانية" الالكتروني, عن "قدرة الشركات الكُبرى على السيطرة على قراراتنا من خلال تحليل المعلومات التي نمدهم بها عبر تفاعلاتنا اليومية في شبكة الإنترنت, فمن خلال عشرات التفاعلات التي يقوم بها الشخص يومياً تعمد هذه الشركات لتحليل المعلومات من خلال الاستعانة بإخصائيين اجتماعيين لهم خبرة عالية في هذا المجال وعليه تقوم الشركات بأخذ هذه النتائج ووضعها في حساب أرشيفي مواز".
وأعطى مثالاً أكثر وضوحاً, "إذا قام أحد الأشخاص بالتفاعل مع مئة منشور عبر الفيسبوك خلال يومين أو ثلاثة أو حتّى اسبوع يقوم الخبراء بتحليل هذه التفاعلات لمعرفة الخفايا الشخصية لصاحب الحساب كأن يعرفوا: عمره, حالته العاطفية, حالته الأسرية, وضعه المادي, تحصيله العلمي".
وأضاف, "كل هذه المعلومات تُوضع في حساب موازي "بروفايل" لدى الشركة, طبعاً الأمر لا ينتهي هنا فكل التفاعلات ستخضع للتحليل المستمر وسيبقى الحساب الموازي مفتوحاً لإضافة المعلومات إليه".
وحذر شحادة من أن "الوضع يسوء أكثر عندما يسمح الأشخاص من دون علمهم لهذه الشركات باستخدامهم لمعرفة المعلومات الشخصية لقائمة أصدقائهم وهذا اسلوب شائع عن طريق مئات الإختبارات الشخصية المُزيفة عبر فيسبوك أو تويتر كاختبار متّى ستتزوج أو اعرف شكل ابنك المستقبلي. فبضغط المستخدم لمعرفة هذه الإختبارات يكون سمح للتطبيق بالدخول لجهازه وأخذ المعلومات الشخصية الخاصة بأصدقائه وبذلك تكون الشركات العملاقة كوّنت صورة كاملة وواضحة عن مجتمع يعيش في مكان ما".
وعما إذا كانت هذه المعلومات تبقى سريّة, قال شحادة, "وفق القوانين الخاصة بهذه المواقع فإن معلومات المستخدمين سريّة لكن يصعب بشكلٍ عام أن نثق بهذه الشركات فربّما تُباع المعلومات المهمة الخاصة بشركة لبنانية مقابل مبلغ مادي يُدفع من شركة موازية أو ربّما يشتري رجل أعمال معلومات شخصية لرجل أعمال منافس له في مشروع معين وهذه تُعتبر حالة بسيطة".
ولفت إلى أنه "دولياً, دول العالم الكُبرى كروسيا وأميركا مستعدة لدفع أموال طائلة لمعرفة المعلومات الشخصية الخاصة بالمقيمين في لبنان أو سوريا هذا إن لم يكونوا طوّروا أساليب لاختراق تلك الشركات أصلاً أو ربّما وقعوا اتفاقاً مُسبقاً للحصول على معلومات معينة حال احتاجوا لها, وأشارت سابقاً بعض الوكالات الإعلامية لإمكانية اتفاق بين فيسبوك والمخابرات الأميركية للحصول على المعلومات. شخصياً لا أستطيع أن أؤكد ذلك تماماً لكن بالطبع لن أنفيه".
وشرح شحادة بعض التجارب للاختراقات الكُبرى قائلاً, "مثلاً, الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام منذ خمس سنوات عن اختراق روسيا للانتخابات الأميركية, في الواقع روسيا لم تخترق الإنتخابات بالمعنى التقليدي الذي نتوقعه بل كل ما قامت به هو صناعة الدعاية وبثها بطريقة مدروسة بالتوقيت والزمان والمكان عبر شركات فيسبوك وغوغل وتويتر. هذه الإعلانات أثرت بشكل مباشر بعد بثها على اختيار الناخب الأميركي. اليوم ربّما أصبحت الطريقة قديمة ففي عالمنا الحالي تعتبر فترة الخمس سنوات فترة طويلة ولا شك أن الشركات تُطوّر إعلاناتها باستمرار لتؤثر على الأحداث السياسية أو تؤثر على الناس لشراء منتج ما دون غيره كتفضيل شراء pepsi دائماً على الرغم من أنّهم لم يتذوقوا غيرها".
وأردف, "بشكلٍ عام, الموضوع معقد ويصعب شرحه كاملاً في حديث واحد أمّا عن الأمان لحماية معلوماتنا الشخصية تُعتبر طريقة تغيير كلمة المرور بشكل دوري لا بأس بها بالنسبة لحسابٍ عادي مع الحرص الشديد. أما الحسابات المهمة والمملوكة لأشخاص لهم اعتبارهم فالأفضل الاستعانة بمختصين في مجال التواصل الاجتماعي لحماية معلوماتهم والحفاظ على حساباتهم الموّثقة فغالباً ما تترافق خسارة الحساب لهذه الشخصيات بخسائر أُخرى على المستوى الاجتماعي والاقتصادي".