كل عام أتوقّف لمراجعة كلّ ما حدث معي سنويًّا, أما اليوم وأنا في منتصف انتاج عمري أي عند بلوغي 55 من عمري أردت التوقّف لدرس كلّ ما حدث معي خلال 35 عامًا من العمل الجامعي, التعليمي, الإداري, البحثي, في منصبي كمدير اداري في جامعة الروح القدس الكسليك, كمدير كلية الزراعة جامعة القديس يوسف ESIAM, كمدير للدراسات العليا في الفرنكوفونية حول الزراعات المستدامة, كنائب رئيس جامعات الفرنكوفونية الزراعية في العالم, كرئيس مجلس ادارة- مدير عام مصلحة الابحاث العلمية الزراعية LARI, كعضو مجلس أمناء ايكاردا لمدة 20 عامًا, وكرئيسًا لمجلس أمناء ايكاردا منذ العام 2020, وكرئيس المركز ضمن النظام العالمي الجديد للبحوث الزراعية حيث يتمّ دمج 15 مركزًا دوليًّا ضمن المجلس العالمي العالي للبحوث العلمية منذ العام 2021 وغيرها من المناصب العلمية, الزراعية, الادارية والتعليمية المحلية والعالمية.
في هكذا لحظات أقف وقفة طويلة لأنني أريد:
أن أقيّم قراراتي السابقة, أن أدرس قراراتي الحالية, أن أخطط لقراراتي اللاحقة, أن أدرس جيّدًا وأن أنتقي قراراتي المستقبليّة.
- لاحظت ما يلي:
لي أصدقاء, رجال عظماء لا مثيل لهم في حياتي
لي طلاب لا يزالون يؤمنون بي
لي زملاء في العمل لا يزالون يتعاونون معي بكل ثقة ومحبة
لي زملاء بالتعليم الجامعي والبحث الزراعي وهم من خيرة العلماء
لي أشخاص كثيرون وقفوا الى جانبي لمحبتهم لي ولدعمهم لي
لي والدي, والدتي, ابني, ابنتي, أخواتي, الأقارب وكل الأصحاب والعائلات التي لم أستطع أن أوفيهم حقّهم.
إلا أنّه وبالمقابل هناك أشخاص انتقدوني نقدًا بنّاءً الذي كان له صدى إيجابي في نفسي, أشخاص أرشدوني الى بعض الأخطاء, أشخاص أصحاب ثقة.
ومن ناحية أخرى فهناك أشخاص لديهم "سوء النيّه" فأنا لا ألومهم, فهذه غيرتهم من جميع النواحي: الزراعيّة, الإعلاميّة, الجامعيّة, الإجتماعيّة... والكثير غيرها.
صديق وأخ عزيز لي, هو والدي, قال لي يومًا: "قللها ولا تقطعها"
لم أقطع العطاء في هذه الأيام الصعبة, وبما أنّ مالي حلال (الربّ وحده عليم) فليس لدي مال قذر أوزّعه شمال يمين لأربح شعبيّة كما يحصل مع البعض حاليًّا وليس لدي أي أهداف سياسية.
إنما القرش البسيط الحلال الذي أعطيه من كل قلبي وبرضى ربّي وبمباركة السيدة مريم هو أهمّ من كلّ الكنوز المسروقة والمال الحرام.
الى من يسأل من هو أنا:
"أنـــــــــــــــــــا فـــــخــــــــــــــــــر النــــــــــــــــــــــــــسر الشـــــــــــــــــــــــــــــامــــــــــخ"
إضافة الى فخر العرب الذي أتشرّف به وإضافة الى مئات الجوائز التي حصل قلائل على مثلها وعليها في العالم. وآخرها جائزة قمة الامتياز Pinnacle في الدوحة قطر في 24 تشرين الثاني 2021 من الولايات المتحدة الاميركية.
هذا النسر يقف حاليًّا على أعلى غصن أرزة في أعلى جرد لبناني في القرنة السوداء ليحضر لخمسة وعشرون سنة قادمة. هذا النسر يحلّق على علو 5000 متر ولا يرى أي طير آخر.
النسر يبقى نسرًا والشامخ يزداد شماخةً؛ أوتعلمون أنّ النسر قبل موته يقف على رأس الأرزة ويظلّ يصيح ليعلن شموخه قبل مماته.
هكذا كنت حتى عمر 55 عامًا, وهكذا سأستمرّ حتى عمر 80 عامًا وأكثر اذا أراد الله.
فلا تخافوا لن أتراجع لا بل سأستمر بشراسة أكثر وبحكمة أوسع وبمحبة وبعطاء وبوطنيّة لأنّ جبال لبنان بحاجة الى النسور وليس الى الغربان
ســـــأكـــــــــون فـــــــــــــي الــــــــمســــــــــــــــتـــــــــــقبـــــــــــــــل نســـــــــــــــــــــــــــــــرًا شــــــــــــــــــــــــــــــــامـــــــــــــــــخًــــــــــــــا أبـــــــــــــــــــــــــــــيًّــــــــــــــــــا حــــــــــــــــــــــــــــــــرًّا
نــــــــــــــــــــــــــــسرًا لــــــــــبنانيًّــــــــــــــــــــــا زحـــــــــــــــــــــــليًّــــــــــا صـــــــــــــــــــــــــارخًـــــــــــــــــا بكـــــــــلّ قـــــــــــــــــــوّة:
"سنبقى نعمل للبنان ولغدٍ أفضل"
بكلّ محبّة واحترام وتقدير, ابنكم, تلميذ بعضكم, أستاذ بعضكم الآخر, زميل البعض الحبيب, مدير قسم من الزملاء والمتواضع أمام الله والأم العذراء.
ميشال أنطوان مخايل افرام- رئيس مجلس امناء ايكاردا - رئيس مجلس ادارة مدير عام مصلحة الابحاث العلمية الزراعية