تبلغ سرعة الغزال 90 كلم بالساعة بينما سرعة الأسد لا تتجاوز 58 كلم بالساعة , ورغم ذلك فالغزال تقع فريسة الأسد لأنها عندما تهرب منه تعرف مسبقا أنه سيفترسها لأنها ضعيفة مقارنة به ونتيجة لهذا الخوف تلتفت كثيرا للخلف اثناء هروبها , وهذه العملية تخفف سرعتها وبالتالي تقصر المسافة بينهما إلى أن تنعدم فيحدث الأفتراس.
دعونا نتأمل في هذا المشهد:
الغزال تشبه الإنسان في هذه الحياة
والأسد يشبه الشيطان , رغم أن إلاخير قد داسه المسيح تحت أقدامه منذ أكثر من 2000 سنة , وفيما ينسى الإنسان أن لا قوة ولا سلطة للشيطان على المؤمن ولكن الخوف منه يجعله يلتفت كثيرا للخلف حيث الخطيئة والعالم بكل ملذاته فيتراخى في واجباته الروحية ويتكاسل وتفتر روحه وتقل سرعته في الوصول لدرجات القداسة وبالتالي تقل المسافة شيئا فشيئا بينه
وبين الخطيئة حتى يجد نفسه وجها لوجه فيحدث الأفتراس أو الموت الروحي نتيجة الخوف وعدم الثقة بقوة ونعمة الرب المعطاة له , اذ انه ينظر فقط لإمكاناته فيجدها ضعيفة وينسى أن ضعفه البشري يكمل بقوة المسيح فيلتفت كثيرا للماضي ويتخبط في القديم , فيوهمه الشيطان أن الله لا يحبه وأنه تخلى عنه لأنه خاطئ ولا فائدة من الركض في طريق القداسة, فيفتر جهاده ويشعر بالإحباط وبالتالي يقع فريسة الخطيئة ناسيا أن المسيح هو مصدر قوته وقد "لبس جسدنا ليجول بيننا ويصنع خيرا"
لذا يعلمنا الكتاب المقدس:
"أن من يضع يده على المحراث
لا يجب ان يلتفت إلى الخلف "
وبالمسيح نصبح خليقة جديدة فالاشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا ,من لا يلتفت للخطيئة ويشتهيها لا يقع في شراكها لأن ضحايا الخطيئة كلهم أقوياء وهم استمدوا قوتهم من ذاتهم فوقعوا فيها , وفيما الشيطان يريد أن يردنا الى الخلف والأسفل حيث الخطيئة ولا يريدنا أن ننظر الى العلى ونسير الى الامام حيث الفرح والسلام فيوهمنا أن الطريق ضيق وصعب وفيه آلآم ناسيا أنك أنت من حملت آثامنا وأوجاعنا تحملتها وتأديب سلامنا وقع عليك وبألالامك شفينا....
كن معينا لنا في ضعفنا كي لا نكون كأمرأة لوط حين نظرت للخلف تحولت لعامود ملح ,أعطنا قوة لنكون مثل شاوول الذي نسي قديمه وصار بولس الجديد .
ساعدنا , مدنا بروحك القدوس المقوي كي لا يوهمنا الشيطان أن لا فائدة من جهادنا خاصة في زمن فساد الحكام وغياب الخير والفضيلة عن كل البرامج التلفزيونية اللبنانية والعربية وعن نشراتها الاخبارية وحلقات التوك شو المقرفة نتيجة شراء ضمائر مسؤوليها ومعدي برامجها ومقدميها ربما .
ويبقى المجد والشكر لله دائما .
نقولا ابو فيصل رئيس تجمع الصناعيين في البقاع