لقد ذهبت معنا قضية اسماك القرعون المسمومة الى اقصى حدود الامعان في تحطيم الوطن وحصدت مجموعة التجار المرتبطة ببعض اركان السلطة, ارباحا وغنائم غير عادية, حتى ولو كان ذلك على حساب ارواح بعض االمواطنين! طبعا لم يتضرر من هذا اصحاب المراكز الاعلى. لقد حصدوا نصيبهم قبل هذا الاوان, وتمتعوا بما يعتقدونه حق لهم. مئات الملايين من الدولارات قدمت هبات من كبار المانحين, وبعضها كانت في شكل قروض يتوجب على الشعب اللبناني ان يدفعها من جيبه, بالرغم من انها ذهبت الى جيوب المتنفذين وكبار السياسيين. اشار مدير عام مصلحة الوطنية لنهر الليطاني ان البيوت التي كان يفترض ان تستفيد من تمديدات الصرف الصحي كانت تعد ببضعة الاف (تسعة الاف) منزل او بناء او مؤسسة؟ والواقع انه في سبيل تغطية كل الصرف الصحي ابتداء من مناطق شمال بحيرة القرعون, كانت المنازل المبنية (شرعية او مخالفة) تعد بمئات الالوف. هذا اذا لم نحتسب الرخص التي اعطيت للبلديات, وهي على سبيل التسوية والترضية ولتستفيد منها بعض الرموز السياسية!! اذ لا يجوز اعطاء رخصة بناء منزل اذا لم يكن ملحوظا ضمن قدرة التخطيط المدني في وصول التمديدات الصحية الى حدوده العقارية.. وهنا لا بد من الاشارة الى عشرات الالوف من المنازل اقيمت في الاملاك العامة والمحميات الشرعية من دون موافقة الجهات ذات الاختصاص؟ يبدوان مشكلة المياه قضية قنبلة موقوتة لم يصل مستوى الانذار اليها حد الخطر في اذهان الحكام.
ان مياه المسطحات المائي في لبنان تدار بشكل خاطئ, ولكن الاخطر من ذلك ان المياه الجوفية والتي هي الاحتياطي الاستراتيجي للاجيال القادمة قد طالتها الاخطار اليوم بالتاكيد ايضا. اما المياه المسمومة التي تتجمع في بحيرة القرعون, والتي اشار المدير العام اليها, مفيدا انه منع استخدامها للري, وحفظت فقط لتوليد الطاقة الكهربائية من خلال المجمعات الكهرمائية من اسفل مشغرة حتى شاطئ الاولي شمالي صيدا؟ ان هذه المياه المسمومة سوف تكون عاملا خطرا على المياه الجوفية وعلى الشاطئ اللبناني بكامله وسوف تتسبب باضرار جسيمة على مجمل الاحواض الجوفية وعلى كامل الشاطئ الللبناني.على السادة الوزراء والنواب الالتفات الى هذه القضية قبل القيام بواجبات الزيارة للمواطنين..
ايها المسؤولون لقد اتينا بكم لتحكموا فينا بالعدل لا تنهبوا ما اؤتمنتم عليه. الوطن لنا اولا وليس لكم, لقد اخطاتم في المسار.. علينا اعادة المسار الى الطريق الصحيح. لقد ماتت الاسماك في البحيرة بسبب فسادكم, فهل مات معها الضمير لديكم, او ربما مات الشعب الذي اخطا مرة في انتخابكم, فهل سيبقى صامتا بعد اليوم؟؟؟
المصدر الدكتور يوسف ساسين