وتتوالى الازمات المعيشية والاجتماعية ولم تعد همومها وكوابيسها حصرا على ارباب المنازل,ومع استفحالها باتت جزءا اساسيا من يوميات الاطفال والفتيان الذين انصرفوا عن ربيع سنواتهم والعابهم ويومياتهم المرحة ليتحدثوا عن واق مرير يشهده لبنان وتلقي تداعياته على حياة هؤلاء الفتيان الذين يعبرون عن غضبهم ووجعهم بالكتابة.
ريان جهاد الخشن من بلدة سحمر, فتى لم يتجاوز سنواته الثلاثة عشرة ربيعا وهو من طلاب الصف الثامن اساسي في مدرسة المخلص بدارو في بيروت, وقبل الدخول الى حصته الدراسية عبر الاونلاين دون على ورقاته ما يشعر به من الم ووجع فكتب "نحن في" زمن القلوب السوداء", لو كان شخصاً لكرهه و قتله الجميع لكنه شيطاناً خبيث
من صفاته ارسال واقعه الينا لنراه واقع مأسوياً و ارسال افكاره الشخصية لنراها افكار سلبية و محطمة لبهجة شعبه المظلوم.
نعم,انه الفقر.
يكمل ريان الخشن عندما يزيد عدد المحسنين و الطيبين في هذا الكون يغضب الفقر و يفرح عبده و عندما تتزايد الناس الظالمة و الحاكمة و الوقحة,يصبح شعبه المظلوم كحبة سكر وقعت في دلو ماء و ذابت حزنا و كآبه و كأن الظالم امتص بهجتهم و و اخفاها عن الوجود.
في دولتنا الكريمة لبنان الظالم في الأعلى يحكم و يسيطر و المظلوم في الأسفل ينادي الشعب الطيب و المخلص و المحب لينقذه من فساد الحكام.ما ذنب شعبنا المظلوم الذي كل يوم يتعذب و يبكي و لا يستطيع ان يحصد لقمة عيشه على ايادي الفاسدين؟
اليسو بشراً مثلكم؟
اليس لديهم حقوق على الحكام تنفيذها؟
الم يعد هناك عدالة و نزاهة و طمأنينة؟
الشعب المأسور و المظلوم من قبل الفقر دمعته الكئيبة اصبحت لا تؤلمه لأنه اعتاد عليها لكن الفقر الظالم يعتبر حزن شعبه كنصر له و للظالمين.
ما الجدوى من حياة الفقير اذا كان يعاني من الجوع و المرض و الألم و الحزن كل يوم.
الم يحن الوقت ليتكون شيء يدعى مشاعر في قلوبكم السوداء؟
الفقير سيعاني بالحياة و لكن الظالم سيعاني في الموت.اصبرو يا فقراء فالله يرى و يعلم كل شيء يحل بكم و اعلمو ان الله لا ينسى احد. و اخشى ايها الظالم من حافة قبرك التي ستشعرك بما تسببت من آلام للفقير المظلوم المسكين.
وصلنا الى زمن الظلم و زمن القتل و الزمن الأسود الذين سيطروا على كوكبنا الجميل ليصبح كوكب مشوه من قلوب الظالمين العفنة.
لكن التاريخ لن يرحم.