كتب الدكتور يوسف ساسين
يهل علينا شهر رمضان الكريم ونحن نعاني من مجموعة من الازمات, في شكلها ازمات سياسية ولكنها في بعدها الحقيقي, تشكل مرحلة تشتت للقيم الانسانية في وطننا وفي المحيط المجاورـ وهي مرحلة تشير الى ضرورة العودة الى اصول الدين والايمان, والبحث في كنه المعتقدات واخذ العبر. نشعر في اقتراب هذا الشهر الكريم كم نحن بحاجة الى العودة الى مضامين الاديان السماوية حيث يتم فيها الاقتراب من القيم الايمانية, الداعية الى نكران كامل للذات, ووالتغلب على شهوات النفس والتعالي عن الصغائر. في المفهوم الرمضاني, سمو الاخلاق, وتصالح مع الروح, وتقرب من الله, و تضامن مع التعاليم السماوية. يبرز هذا كما جاء في قوله الله تعالى " اهدنا الصراط المستقيم " (سورة الفاتحة), وهو يشابه قول السيد المسيح, المعلم الاول: انا هو الحق انا الحياة من يتبعني لايمشي في الظلام المعنى المقابل لسورة الفاتحة " الصراط المستقيم" حيث يعطينا الدين العظيم فيها فسحة من الرجاء والامل, وذلك بالخروج الى النور.
باقتراب شهر رمضان الكريم, تتعالى النفس عن الشهوات, ونتقرب بالصيام الى الله, بانتظار يوم الفطر, حيث نخرج عن الانا ونتجاوز الشهوات الدنيوية وقد يعيننا ذلك على الخروج من الانسداد السياسي الذي نعيش فيه, ويقترب الواقع من ما بشرتنا فيه الاديان متحدة, مع بارقة من الامل والنور.
اهلا برمضان الكريم: بانتظار الفطر السعيد- ايمانا, والسياسي- استقامة للدولة, واجتماعيا- عودة كريمة للاخلاق الحميدة, وهذ وعد من الدين الحنيف والرسل القديسين, سلام لك يا رمضان...