خاص الراي - سامر الحسيني
انها دولة الطوابير يوصف يتطابق مع هذه السلطة القحباء التي مارست ولازالت الفحشاء والعهر بشكل علني وغير مسبوق .
اركان هذه السلطة ابتدعوا الطوابير في اذلال شعبهم وقهره وقتله وارتض القتيل ولم يرض القاتل .
على طول الطرق المؤدية الى محطات الوقود ,طوابير تمتد على طول كيلومتر من اجل خمسة ليترات يقضي من اجلها اللبناني اكثر من ساعتين للحصول عليها .
وعند مداخل الافران طوابير يصطف بداخل المئات من اللبنانيين الخائفين من فقدان الرغيف والجوع ويتزاحمون على ربطة الخبز التي تفقد كل يوم من وزنها .وتسعيرتها باتت مرنبطة ببورصة السوق السوداء للدولار الاميركي.
وتصل الطوابير الى السوبرماركات ويصطفون الفقراء بالعشرات ويتصارعون على غالون زيت مدعوم من اموالهم المحتجزة .
وصلت طوابير اذلال اللبنانين ايضا الى الصيدليات ,الى حبة البنادول والاسبرين والى مداخل المستشفيات والطوارئ والى الاشجار التي تحاذي المستشفيات التي تحولت غرف انعاش في الهواء الطلق .
انها دولة الطوابير ,دولة ساقطة لم يسجل لها مثيلا في العالم ,لو ارادت موسوعة غنينس ان تسجل رقم قياسيا في الدول الاكثر اذلالا لموطنيها لتصدرت هذا الدولة واركانها جميعا في الصدارة دون ان يكون لاي دولة اخرى المنافسة ولو بعد عشرين سنة لان الفارق كبير وكبير .
دولة الطوابير يتصارع اركانها على ركام الهيكل الذي يتهاوى دون ان يرف جفن لاي من هذه السلطة التي تستلذ في قهر شعبها وتمارس الفحشاء في اذلاله .
وفي الختام هل تصل دولة الطوابير الى المقابر والى الموت الحتمي القادم لامحالة ,فنصطف جميعا امام مداخل هذه المقابر والمدافن لننتظر حتفنا وحفرتنا ولكن هل هناك من يحمي حرمة موتنا ولايسرق باب مدفننا .