دخل لبنان مساقط الإنهيارات الشاملة مع سقوط آخر خطوط الدفاع عن العملة الوطنية, وإنفجار الوضع المعيشي بعد مسلسل المعاناة المستمر على إيقاع هذا الفشل الذريع لأهل الحكم في تأليف حكومة توقف الإنحدار السريع نحو القعر الأسفل لجهنم.
البلد يتهاوى, قطعة قطعة, والناس تقاوم الوصول إلى الهاوية باللحم الحيّ, وأصنام الحكم قابعون على كراسيهم في القصور والسرايات, وكأن نار جهنم التي تلتهم ما تبقى من مقومات الدولة لن تصل إليهم, وكأنهم لا علاقة لهم بما أوصلوا البلد إليه من يأس وإفلاس.
العتمة على الأبواب, أزمة الغذاء إجتاحت البيوت وقهرت العائلات, أسعار المحروقات تشتعل مع إرتفاع الدولار, والعملة الخضراء تُحلّق وتتجاوز كل التوقعات, والليرة ضائعة في مهاوي الوديان, والشباب الغاضب قطع الطرقات وحوّل الشوارع إلى كتل من نار .
العالم يضجّ بمشاهد الدراما اللبنانية, وحُكام لبنان في خبر كان, وكأن لهم عيون لا يُبصرون, وكأن لهم آذان لا يَسمعون, وكأن لهم عقول لا يَفقهون, وقلوباً لا يَشعرون.
وهنا يحق للناس أن يتساءلون: لماذا هم على الكراسي مستمرون, طالما هم عن المسؤولية غافلون !
إحتار الشقيق والصديق في التعامل مع الممسكين بالسلطة, ويدعون الحرص على الوطن والكيان, فيما هم في الواقع يمارسون أبشع أساليب القهر ضد شعبهم, ويثبتون مع كل طلعة شمس قلة الإحترام وعدم الوفاء لوطنٍ, خالهم في غفلة من الزمن, أنهم من صنف القادة والرجال, فتبين أن الوطن المنكوب بأمسّ الحاجة لقادة من نوعية رجال الدولة الواعين لمسؤولياتهم الوطنية, والملتزمين بواجباتهم الدستورية, والمضحّين بمنافعهم الأنانية والفئوية أمام مصالح الوطن المصيرية.
من سخرية القدر أن العهد الذي أطلق زبانيته عليه لقب )القوي(, أوصل البلاد والعباد إلى جهنم وبئس المصير !
الصورة من جريدة النهار - نبيل اسماعيل