لم يدخل النائب الزحلي الكاثوليكي في أي من السجالات الفاقعة طوال فترة التحضير لانتخابات المجلس الأعلى لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك, كيف لا وهو من دعاة مكافحة خطاب الكراهية, وهو من صاغَ بناءً لتكليف من لجنة حقوق الانسان النيابية ميثاق شرف برلماني لنبذ خطاب الكراهية في الخطاب السياسي.
ومع أن عقيص أعلن, كما الحزب الذي ينتمي اليه, دعمه بوضوح للمرشّح سليم وردة, في حال حصول معركة انتخابية, الا أن عقيص نفسه لم يكن يخفي تفضيله للتوافق على مرشّح وسطي من خارج الاصطفاف السياسي, لتجنيب المجلس الأعلى الانقسام العامودي وما قد يتركه ذلك من آثار سلبية على عمله.
يبرّر عقيص دعمه لوردة بالقول: "سليم وردة صديق شخصي, وهو ابن عائلة أعطت زحلة ودعمت الزحليين في احلك المحن ابّان الحرب, وهو في الوقت عينه قريب من الخطّ السياسي للقوات اللبنانية, فليس هناك أي عجب في دعمه", ويضيف مقرّاً بعجز المجلس الأعلى عن تحقيق الأهداف التي أنشئ من أجلها: " سبق وقمت شخصياً بصياغة تعديلات جوهرية على النظام الداخلي للمجلس بالتنسيق مع الأمين العام لويس لحود والوزير السابق ملحم الرياشي, هدفت الى توسيع قاعدة المجلس وإدخال كفاءات فكرية مهنية وفكرية اليه, الا ان التعديلات المذكورة لم تقرّ من الهيئة التنفيذية", حيث يؤكّد الحاجة الى التجديد في رؤية المجلس الأعلى, قائلاً: "أي مؤسسة تحتاج الى تقييم لنهجها وممارستها ومحاولة تطويرها, ومجلسنا الأعلى لا يشذّ عن هذه القاعدة, فبعد ان كان طويلاً حلبة صراع سياسي بين عائلات كاثوليكية تقليدية, صار لا بد للمجلس ان يتحوّل الى مجلس للكفاءات الشابة والمتجددة في الطائفة."
نسأله لماذا لم يفكّر بالترشح الى منصب نائب الرئيس العلماني للمجلس الأعلى خلفاً للوزير السابق ميشال فرعون, وهو النائب الكاثوليكي الحاصل على اعلى نسبة من الأصوات بين زملائه, وتحديداً من الأصوات الكاثوليكية في قضاء زحلة؟ يجيب على الفور: "لسببين: الأول لأنني أفضّل أن ينصرف النائب الى عمله التشريعي الذي بالكاد يتيح له الوقت لإتمام ما يلقيه عليه من موجبات, والثاني هو أنني منسجم مع نفسي, فكيف أترشّح لمنصب سبق وأوصيت بإلغائه؟"
نسأل عقيص عن مصير الانتخابات, فيجيب: "تنعقد الليلة الهيئة التنفيذية للمجلس برئاسة غبطة البطريرك عبر تطبيق زوم, وننتظر من غبطته موقفاً عالي السقف بشأن المجلس, قد يصل الى حدّ انهاء وجود المجلس, فلننتظر لنرَ".
ويختم عقيص اللقاء بالتأكيد على ان التجديد في الطائفة أصبح حاجة ملحّة, ويشير الى ان أكبر معضلة اجتماعية تواجه لبنان اليوم هو انقراض الطبقة الوسطى فيه, فلا بأس من إعادة احياء الطبقة الوسطى انطلاقاً من النافذة الكاثوليكية, لما لا؟ على ان تبقي الطائفة على ميزتها الأساسية كطائفة حوار وجسر تلاقي بين العائلات الروحية المكونة للوطن, وذلك أيّاً يكن مصير المجلس الأعلى, وأيّاً يكن شكل الاطار الذي سيقوم على أنقاضه.
عقيص للرأي: تجديد الدم في طائفة الروم الكاثوليك حاجة ملحّة.