بعيدا من كل المصائب التي ألمّت بالكوكب بسبب "كورونا", إلا أن كلمة حقّ تقال, أنه في لبنان, قد يكون للكورونا منفعة عند العشاق هذا العام, خصوصا من أرهقهم الوضع الاقتصادي المهترئ, وباتوا أسرى المنازل والبطالة في آن واحد.
بخجل وارتياب يطلّ عيد العشاق هذا العام, فبأي وجه يقابل الحبّ فيروس كورونا الفتاك؟ وفي زمن التباعد الاجتماعي والكمامات, أي قبلات بإمكانها ان تخرق المحظور على هذا الكوكب؟ كيف للعيد أن يجمع الأحباء خصوصا غير المتزوجين منهم؟ وبأي هدايا سيحتفلون؟
لا نبالغ إذا قلنا إن الفيروس أنقذ الكثيرين هذا العام في لبنان, فمع احتدام الأزمة الاقتصادية وارتفاع سعر صرف الدولار توازيا مع ارتفاع معدل البطالة, كان ليكون عيد العشاق هذا العام كابوسا للعازبين والمتزوجين على حد سواء.
فتناول الطعام في المطعم "صار بينحسبلو حساب", إلا أن كورونا أنقذ الموقف فأقفلت المطاعم أبوابها. وشراء الهدايا والشوكولا يحتاج رأس مال, إلا أن المحال لا تزال تحت "الإقفال الإجباري", حتى الدبب الحمراء أصيبت بالوباء فإذ بها محجورة هي الاخرى داخل المحال المقفلة… وبالتالي تقلصت لائحة الخيارات المعقولة, والهدايا الممكن ابتياعها تكاد تعدّ على أصابع اليد الواحدة.
أبقى عدد كبير من المحال على خدمة الـonline shopping ودعّمها بخصومات, للحد من الخسائر التي مني بها بسبب الوضع المعيشي في لبنان إضافة إلى الاقفال التام بسبب الفيروس, حيث يمكن ابتياع الكثير من الاغراض عن طريق الانترنت ومفاجأة من تحبّون.
كذلك, وبما أن السوبرماركات فتحت أبوابها, يمكنكم إعداد علبة مميزة تزينونها بأنفسكم وتضعون فيها تشكيلة من الشوكولا وأمور أخرى يحبها شريككم, وهنا أنتم أدرى بما يجب عليكم ملؤها به…
الورود لن تجد من يشتريها هذا العام, لذلك فإن أي زهرة أو وردة لم يكن محرّما عليكم قطفها يمكنها أن تكون هي الحلّ, وصدّقوني ستفرح الشريك وتزرع ابتسامة على وجهه.
للمتزوجين, يمكنكم تحضير عشاء مميز او قالب حلوى أو حتى طلب الطعام من الخارج في حال كان الشريك يفضّل وجبة معيّنة.. يمكنكم أيضا تزيين المنزل بعبارات حبّ يجدها الشريك في كل مكان, على الخزانة, داخل البراد, في حوض الاستحمام, وتحت البطانية…" فبالنسبة الى كثيرين رسالة حب ستكون كافية, فكلنا في حاجة, من وقت لآخر, لكلمات تعيد الروح إلى قلبنا.
أما لأولئك الذين من الأساس لا يعني لهم العيد شيئا, باعتبار أن الحبّ بالنسبة لهم فعل يومي يعيشونه, ولا يمكن حصره بيوم واحد… لأولئك نقول: "هنيئا لكم… فكثر سينضمون إلى صفوفكم هذا العام وبالتأكيد في السنوات المقبلة أيضاً"!
كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv