ريما الغضبان
لم يكن بالحسبان يومًا أن نتفوق على كافة الأصعدة ولكن بسلبية وليس بإيجابية, فلبنان اليوم الأول على العالم بالخراب والمصائب. وكأن شر البلية بات يضحكنا, فمن أين نبدأ الكلام من مرض بات يفتك بنا, إلى الفقر والجوع, إلى الأمان الذي سُلب منا, وإلى حكامٍ أشبه بحُكام.
فقط في لبنان باتت الحياة أشبه بحياة, وكأنها سخرية القدر تضعنا دائمًا في خرابٍ بات يصعبُ على الشعب اللبناني تحمله. فإذا عدنا بالتاريخ إلى الوراء كان الشعب اللبناني يعيش وضعًا إقتصاديًا صعب, ولكنه مقبول إلى حدٍ ما لتقوم السلطة الفاسدة بتدمير ما بقي من إقتصاد, وتهدم الطاولة على رأس الشعب الفاقد الأمل من حياته بعد إرتفاع الدولار بشكل جنوني حيث بات يصعب على اللبناني تأمين قوته اليومي.
فقط في لبنان, باتت الكورونا تفتكُ بنا بسبب إستهتار سلطةٍ فاسدة, أعلنت الإغلاق العام عندما لم يعد يجدي نفعًا " اللي هرب هرب واللي ضرب ضرب". وكأن مصالح أصحاب الأعمال أهم من صحة شعبٍ بأكمله.
فقط في لبنان, بات الخروج من المنزل ليلًا نهارًا أمرًا يحتاج التفكير, فعندما يخرج المواطن اللبناني نهارًا يُسرق منزله. أما إذا قرر الخروج مساءًا تسرق سيارته وكل ما يحمله. وكأن المرض والوضع الإقتصادي المنهار لم يكفي حتى نُصاب بتفلتٍ أمني والدولة صماء لا تسمع معاناة الشعب.
فقط في لبنان, لم يعد المريض يجدُ دواء يداويه. فالدولة أو لربما القطاعات الخاصة باتت تصدر منتجاتها المحلية إلى الخارج لتحصل على أسعارٍ أعلى غير آبهةٍ بصحة المواطن.
فقط في لبنان تُسرق أموال المواطن أمام أعينه, دون أن تُحرك الدولة ساكنًا. فالبنوك حجرت أموال الشعب بحجة أزمة الدولار.
فقط في لبنان, لا يستثنى الشعبُ اللبناني من أي مصيبةٍ أو كارثة. فقط في لبناننا الحبيب باتت أيامنا تسرق, باتت صحتنا تُهدر, وباتت أموالنا وأمننا وأماننا فعلٌ ماضيٍ. وكأنها ذهبت ولن تعد بفضل أيادي السلطة السوداء التي أغرقت لبنان وشعبه في بحورٍ من الأزمات, التي باتت تحتاج إلى معجزات تنتشلنا منها.
كتبت ريما الغضبان