الرأي
لا يمكن تصنيف زيارة وفد حزب الله الى بشري معقل القوات اللبنانية بزيارة عادية دون الاشارة الى المدلولات السياسية والرسائل التي اصابت حلفاء الحزب قبل خصومه والمؤكد بانها زيارة تتجاوز كل الابعاد والواجب الانساني والبروتوكولي والاخلاقي .
يدخل الشيخ رضا احمد مسؤول حزب الله في منطقة الشمال ممثلا الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى كنيسة السيدة في بشري ويكون له استقبال لائق ويقف لبرهة من الوقت قبالة والدة المغدور جوزف طوق ويقدم تعازيه باسم الامين العام وترد الوالدة المفجوعة بابنها برسالة شكر وامتنان على هذه البادرة .ثم ينتقل الوفد الى مكان التعازي ويتم تخصيص مقاعد له في صدر صالون صالة التعازي وهي صور سياسية وبروتوكولات لم تكن بعيدة عن معراب التي تابعت الزيارة بشكل دقيق ومتواصل منذ اللحظة الاولى لدخول الموكب اراضي بشري .
هذا الواجب الانساني المغلف بالرسائل السياسية كان يحط رحاله ايضا بالامس على مسرح مجلس النواب من خلال رسائل ود وغزل ما بين نائب القوات اللبنانية جورج عقيص ونائب حزب الله علي فياض وما دار من توافق شبه كامل ما بين اعضاء الكتلتين .علما ان التلاقي النيابي ما بين القوات وحزب الله كبيرا جدا من خلال عشرات القوانين و وتوافق الكتلتين في النظرة النيابية التي يقابلها جفاء سياسي علني .
الملفت في التلاقي والرسائل السياسية ما بين القوات اللبنانية وحزب الله لاتجد من يتحدث عنها في الاعلام من الطرفين مع اصرارهما على مدلولات طبيعية وتوافق في النظرة الى مكافحة الفساد وصولا الى واجب انساني في بشري ولكن هذا الواجب لم يكن بعيدا عن الواجب السياسي ايضا الذي اراده حزب الله كرسالة الى الحليف المسيحي الاخر الذي ما انفك يبتزه بهذا التحالف وكانه رد على ما يطالب به التيار الوطني الحر باعادة دراسة تفاهم مارمخايل .