اعتبر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع : "إنّ الأسوأ أننا لا نعيش فقط صعوبات بل كثر منا لا يرون أي أفق, فالإنسان مستعد للتحمل اللهم إن كان مدركا أنه بعد 3 أطنان من الصعوبات, أو بعد 200 كيلومتر من الصعوبات, هناك واحة صغيرة أو خلاص معين في مكان ما, ولكن الحال هي أن المواطن يعيش كل هذه الصعوبات ولا يرى سوى المزيد منها حتى أنه لا يمكنه مجرد التفكير في الخيال أن هناك خلاصا أو كيف يمكن أن يكون هذا الخلاص".
وأكد جعجع خلال استقاله وفد من مصلحة الأطباء في الحزب, في حضور الأمين العام الدكتور غسان يارد, الأمين المساعد لشؤون المصالح نبيل أبو جوده, رئيس المصلحة الدكتور ميشال فتوش, الرئيس السابق للمصلحة الدكتور جوزيف خليل وعدد من أعضاء مكتب المصلحة. أنّ "المشكلة في البلاد تكمن في طريقة إدارة الدولة وهذا جانب منها لأن جوهرها أكبر بكثير, فبكل صراحة تذكرني هذه المرحلة بالحرب اللبنانية (1975- 1990), الأخيرة كانت بالرصاص والقذائف, واليوم بالاقتصاد والمال. اليوم, يحدث الأمر نفسه, هناك خطة جدية من قبل أصدقاء محور المقاومة, ومن يسمون أنفسهم بمحور المقاومة, للسيطرة على الوضع في لبنان", مشيرا إلى أنه "عندما يدرك المرء سبب ما يعيشه وبالتالي يعلم ما هي النهاية وأين يمكن أن تكون, يستطيع عندها تحمل الصعوبات التي يمر بها بسهولة أكبر, وبما أننا نعيش اليوم مرحلة مماثلة تماما فنحن بحاجة لروح مقاومة كالتي كانت لدينا بين ال75 و90. نحن بحاجة اليوم لروح المقاومة, لأن لبنان مرة جديدة يتعرض, ولو من جهة مختلفة عن تلك التي كانت تضغط في ذلك الوقت, وهي محور المقاومة للسيطرة على شؤون لبنان".
وتابع: "لاحظوا كل ما يطرح, سأعطي أمثلة حسية في هذا المجال: يحكى عن قانون انتخابي جديد, ونحن في الأمس القريب أقررنا قانونا انتخابيا جديدا, فهل يجوز في بلد ما إقرار قانون جديد للانتخابات كل عامين؟ ولاحظوا طبيعة هذا القانون الانتخابي المطروح الذي يأملون منه أن يمكن محور المقاومة ومن لف لفه الإمساك بالبلاد. ولاحظوا أيضا ما يحصل في عملية تشكيل #الحكومة اليوم, عبر التمسك بوزارة المالية. ألا يوجد وزارة وازنة غير المالية؟ لماذا التمسك بها؟ لأنهم يريدون التوقيع الثالث, ولكن انتبهوا جيدا, فوزارة المال لا تعطي التوقيع الثالث, هذه في حد ذاتها بدعة فهي لها توقيع كأي وزارة أخرى, ولكنها لا تعطي توقيعا ثالثا بالمعنى السياسي للكلمة, ابدا. ولاحظوا أيضا ما يحصل الآن, فبسبب أن أحد المتحالفين مع محور المقاومة وهو الوزير جبران #باسيل الذي فرضت عليه عقوبات أميركية, يريدون التعويض عليه بإعطائه مكاسب في تشكيل الحكومة, الأمر الذي أدى إلى تعطيل تشكيل الحكومة".
كما شدّد جعجع على أنّنا في "أمس الحاجة لحكومة جديدة, إلا أنه بالنسبة لمحور المقاومة هذا أمر لا يهم, كما أن الشعب سيتضور جوعا, وهذا الأمر أيضا لا يهمهم, باعتبار أن المهم الوحيد لديهم هو أن يتقدم محور المقاومة بشكل من الأشكال, محافظا على حلفائه مهما كانوا فاسدين ويخربون البلاد, ومهما عاثوا خرابا فيها, وبقدر ما يهربون إلى سوريا, وكل ذلك لا يهم, المهم أن محور المقاومة يواصل تحقيق التقدم أكثر وأكثر, ويقوى أكثر وأكثر".
وعمَّن يسأل متى الحل, شدّد جعجع على أنه "بعيدا من الحوادث اليومية الآنية, يجب أن نأخذ قرارا بأن هذا بلدنا ولن نتركه مهما حصل, وسنواجه الصعوبات الراهنة بقدر ما أعطانا الرب من قوة شخصية أو بقدر ما أعطانا من إمكانات تمكننا من مساعدة المجتمع", لافتا إلى أن "هذا ما نقوم به كقوات لبنانية منذ بداية الأزمة, فعلى المستوى السياسي, طرحنا الوضع كما هو, وابتعدنا عن المجموعة الحاكمة لأن صلبها هو هذا المشروع, والبقية التي تحيط بالمجموعة الحاكمة هم من أكلة الجبنة لا أكثر ولا أقل ولا هم لديهم الا السلطة, وبالتالي لا يرجى أي أمل منهم, وإذا كنا قد استنكفنا في المرحلة الأخيرة عن عدم الدخول في كل اللعبة الحكومية الجديدة, على عكس بقية الأحزاب, فمرد ذلك هو مبدئي, صحيح أن الأحزاب تهدف إلى الدخول في لعبة السلطة كي تنفذ برنامج عملها, إلا أننا لم نستنكف لأننا لا نريد أن نكون في السلطة أو لا سمح الله لا برنامجا أو مشروعا لدينا بل لان هذه السلطة بالذات لا يمكن الوصول معها إلى أي مكان. وعلى سبيل المثال لا الحصر, أنظروا ما يحصل اليوم فقد مضى ثلاثة أسابيع على تكليف الرئيس سعد #الحريري تشكيل الحكومة, وفي الوقت الذي نحن في أمس الحاجة فيه إلى الافادة من كل يوم يمر, لم يتم حتى اللحظة تأليف الحكومة".
وأضاف: "أتى المبعوث الفرنسي إلى لبنان خصيصا ليقول لهم خلصنا, أي أن الوقت انتهى وبالتالي إما أن تشكلوا الحكومة أو أن كل ما كنتم تأملون به من مؤتمر سيدر إلى تبرعات جديدة من الدول الصديقة للبنان أو صندوق النقد الدولي سيذهب في مهب الريح, فهل تعتقدون أن هذا الإنذار سيؤثر بهم؟ بالطبع لا, من لم يؤثر به كل ما حدث باللبنانيين فهل سيؤثر به هذا الإنذار؟ ومن لم يؤثر به انفجار بحجم انفجار المرفأ فهل سيؤثر به الإنذار؟ للأسف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لم يوقع حتى اللحظة على مرسوم إنهاء خدمات المسؤولين الرئيسيين في المرفأ, والذين كيفما أتت نتائج التحقيق وكيفما كان الأمر يتحملون بشكل مباشر أو غير مباشر مسؤولية, فإن لم يحرك انفجار المرفأ مشاعرهم ليستنفروا, وان لم يحركهم تدهور الليرة والوضع المعيشي, فهل سيتمكن السيد باتريك دوريل بكلمتين ناعمتين باللغة الفرنسية من جعلهم يتحركون؟ للأسف أشك في الأمر, لذلك أعتقد أن مأساتنا مستمرة حتى إشعار آخر لكنها بالتأكيد لن تستمر إلى الأبد".
وختم جعجع: "لبنان ليس بلدا ميؤوسا منه على الإطلاق. ففي الامس, وفي هذه القاعة بالذات, كان هناك احتفال بتوقيع عقد بين مؤسسة جبل الأرز التي ترأسها النائبة ستريدا جعجع وشركة أبنية بشخص رئيسها نقيب المقاولين مارون الحلو لإكمال مستشفى بشري الحكومي, وقد ألقى في المناسبة مطران الجبة جوزيف نفاع كلمة في المناسبة قال فيها أن ما يحصل في هذه القاعة أكبر دليل على أن لبنان غير ميؤوس منه, الميؤوس منهم هم من يديرون لبنان, وأكبر دليل, على ذلك أن مشروعا بحجم مليونين دولار أي بحجم دولة وفي ظل الأزمة الراهنة تمكنت نائبة المنطقة ستريدا جعجع وجوزف اسحق بجهودهما الشخصية وجهود بعض المخلصين من جمع ما يكفي من تبرعات لينفذوه بهذا الشكل, فكيف بالحري من كان بين أيديهم كل المقدرات, الذين لا تقف الأمور عندهم بعدم تنفيذ المشاريع وإنما يعيدون البلاد مئة ألف سنة إلى الوراء, وهذا لأقول أن بلدنا ليس ميؤوسا منه بل أن المسؤولين هم الميؤوس منهم, وما علينا إلا التحلي بالصبر والشجاعة ونكون ملتزمين لنتمكن من إنهاء هذه المرحلة والوصول إلى مرحلة أفضل والمستقبل كله لنا".