خاص سامر الحسيني - الرأي
لم تكن صور اجهزة التنفس الاصطناعي التي يتم تداولها منذ اسابيع والى اليوم والتي يتهافت على شراؤها اللبنانيون سوى صور واضحة عن العجز الرسمي اللبناني في كيفية معالجة فيروس الكورونا كما ان هذه الصور تؤكد عدم ثقة اللبنانيين بالدور الرسمي اللبناني وعليه ارتأوا ان افضل الحلول الاعتماد على امكنياتهم الخاصة وشراء الادوية المطلوبة وااجهزة التنفس الاصطناعي وتامين كوادر طبية على حسابهم الخاص .لم تجد هذه السلطة العاجزة والفاشلة في معالجة فيروس الكورونا سوى شماعة الاقفال التام بعد ان عجزت وفشلت في بدعة الاقفال الجزئي ,فاتجهت الى هذه الاقفال على الرغم من الصراخ عند ارباب العمل والقطاعات الانتاجية التي ترفض هذا الاقفال لما سيؤدي الى دمار وهلاك اقتصادي وتراجع مردود عند عشرات الاف من اللبنانيين .علما ان مضمون الاقفال التام الذي اقرته الحكومة اليوم هو قرار فيه الكثير من العشوائية واستثناءات فرغته من مضمونه فيما انحصر الاقفال على المؤسسات الصغيرة التي لاتشهد اكتظاظا اساسا على مثال المصارف والسوبرماركات وطوابيرهما .
اعتاد اللبنانيون على الفشل والعجز المزمنين للادارة والسلطة اللبنانية في معالجة الامور الحياتية للشعب اللبناني,وهذا ما يتجلى بوضوح في قطاعات الكهرباء والمياه ومؤخرا المحروقات وصولا الى الصحة بكل تشعباتها بدءا من الاستسلام في مواجهة فيروس الكورونا الى الادوية المفقودة العادية يضاف اليها ادوية الامراض المزمنة والمستعصية التي تتبخر وتتهرب وتباع في السوق السوداء .
استعاض الشعب اللبناني بالمولدات الكهربائية ليواجه العتمة الرسمية وهرول الى حفر الابار الارتوازية ليروي عطشه وشح المياه الرسمية عدا عن تخصيصه لميزانية من اجل شراء مياه الصهاريج والمعدنية ,ويراد له اليوم ان ان يخصص ما تبقى من اموال بين يديه من اجل تدبر اكلاف صحته,فاشترى كميات من الدواء وعمل مع مغتربيه لتامين الاصناف المفقودة كما اسرع الى شراء اجهزة التنفس الاصطناعي لان دخوله المستشفى يتطلب اتصالات سياسية وقوى حزبية واقتصادية كي يحظى بسرير طبي .
لا تكفي احتفالات وصور افتتاح اقسام الكورونا في العديد من المستشفيات على طول الاراضي اللبناني لنطمئن اللبنانيين لان المغلق من هذه الاقسام يتجاوز بكثير وكثير ما تم افتتاحه.
يقال ان المستشفيات الخاصة تمتنع عن فتح اقسام من ابنيتها من اجل معالجة مرض الكورونا على الرغم من الحوافز المالية التي لطالما يرددها الوزير حمد حسن وهذا الامتناع من قبل هذه المستشفيات يدل على هشاشة الرسالة الطبية التي يحملها البعض من اصحاب المستشفيات وان كانت رسالتهم جني الارباح دون سواها .
تمتنع المستشفيات الخاصة عن التعاون مع وزير الصحة الذي لايملك سلطة فعليه عليها في حين نسأل هنا لماذا يدلل الوزير حسن العديد من المستفيات الرسمية الحكومية التي ترفض فتح المزيد من اقسامها لمعالجة مرض الكورونا وهنا على وزير الصحة استعمال سلطته الفعلية وفرض المزيد من الاسرة الطبية لصالح مرضى الكورونا في هذه المستشفيات الحكومية
الاقفال ليس هو الحل لانه مدمر اقتصاديا ولن يمنع تفشي الكورونا ,والعلاج يكون بحالة طوارئ صحية والزام الاستشفاء الخاص بان يكون له دوره في المعالجة واجبار الاستشفاء الحكومي على تجويل كافة المراكز الاستشفائية الرسمية الى اقسام لمعالجة المصابين بفيروس الكورونا وتامين الدواء وتخصيص ميزانية للصحة تتكفل بتامين المطلوب من العلاجات