فقط في لبنان, يموت أشخاص برصاص الفقراء المبتهجين لانتخاب زعيم أو إطلالة آخر.
فقط في لبنان, نقتل بعضنا لأنّنا فرحين أو حزينين أو غاضبين, أو محتجين.
يموت العشرات سنويا, بفعل رصاصة طائشة أطلقها غبيٌّ ما فرحاً أو غضباً, غير مدرك أن إطلاق الرصاص إنما هو تعبير الجاهل عما في داخله, ومصير قليل الحظ, الذي صودف مروره في المكان والوقت الخاطئين.
تشير الإحصاءات إلى أنه خلال السنوات العشر الأخيرة, قتل 70 شخصا وجرح أكثر من 140 بالرصاص الطائش, رغم أن القانون يجرّم إطلاق النار في الهواء ويعاقب عليه بالسجن حتى 3 سنوات, حتى ان العقوبة قد تصل في بعض الاحيان إلى الأشغال الشاقة لمدة 10 سنوات.
غريب أمر البعض, ممن لا يملك المال لإطعام لأولاده, ولا يملك ثمن دواء أو حذاء, لكنّ مسدّسه دائماً محشوّ وحاضر للحظة انفعال ما.
غريب أمر البعض, ممن ذاقوا العوز والجوع, لكنهم حاضرون دائما لنصرة رئيس او زعيم.
كم كانت لتكون الصورة أجمل وأوعى لو اشترى هؤلاء الحلوى ووزّعوها على المارة بدل توزيع الرصاص يمينا ويساراً؟ ألا تكفينا مقومات القهر والموت في هذه البلاد حتى تأتينا أخرى على غفلة من طائشٍ ما؟
متى سنتعظ؟ وكيف يمكن أن نحلم بتغيير ما طالما لا يزال الجهل يتحكّم بالكثيرين؟
المصدر سنتيا سركيس - mtv