أستفاق الشعب العراقي يوم الأحد على جريمة هزت الرأي العام العالمي, جريمةٌ يصعُب على العقل تصديقها. هي لم تكن جريمة قتل عادية, فالمجرمة هذه المرة كانت الأم والضحايا كانوا أطفالها. فبعد خسارتها قضية حضانة الأطفال بحسب ما ورد على مواقع التواصل الإجتماعي, قامت الأم " القاتلة " برمي طفليها في النهر, ليفارقوا الحياة بعدها على الفور.
هي لم ولن تكون الجريمة الأولى والأخيرة, هي لم ولن تكون المرة الأولى ولا الأخيرة التي يكون فيها الأهل هم القتلَة. كم من جريمة تحصل في العالم يوميًا, لا تنتهي بالموت ولكن بحياةٍ يكون الموت أرحم من البقاء على قيدها. كم من طفل يتعرض للتعذيب على أيدي والديه أو إحدهما؟ كم من طفلٍ يتعرض للضرب من زوجة والده؟ وكم من طفلةٍ تتعرض للإغتصاب من زوج والدتها؟
هم المجرمون عينهم وإن إختلفت الروايات والأحاديث, فتعدد المجرمون والضحايا واحدة, تعددت أشكال الجرائم والضحايا واحدة. ضحايا لم يكن ذنبهم سوى أنهم أبناء أُناسٍ لم يستحقوا لقب الوالدين يومًا. هم ضحايا علاقاتٍ فاشلة, بحيث تقع كل عقد الوالدين النفسية " في بعظم الأحيان " على عاتق الأطفال, الذين باتوا يعانون من مشاكل جسدية ونفسية بسبب الأهل.
على الجانب الآخر من ضفة الحديث, فأن فشل العلاقات لا يكون السبب الأوحد لآلام هؤلاء الأطفال. فكم من أهالي لم ينفصلوا ولكنهم اشتركوا في تعنيف وحتى قتل أطفالهم, وكأن رؤية دموع الأطفال لذة يستمتعون بمشاهدتها.
اليوم ومع تفاقم هذه الجرائم لا بد من دول العالم الضرب بيد من حديد, فاليوم الطفلين العراقيين وغدًا لا نعرف من ستكون الضحية. ليكن الإعدام عقوبة لهم لعل ضمائرهم تستفيقُ من جديد, لعلَ الإنسانية تعود للإنسان. فوحده العقاب يستطيع إيقافهم, وحده العقاب يصنعُ غدٌ أفضل للأطفال