الرأي - سامر الحسيني
لا يذكر التاريخ في اي من دول العالم ان عهدا و حكومة مارسا لتنكيل والقهر في شعبهم مثلما يمارسه هذا العهد و الحكومة اللبنانية الحالية .
لو جمعنا كل جرائم الديكتاتوريات في العالم بدءا من هولاكو الى موسيليني و هتلر وستالين الى عيدي امين الى كل سفاحي شعوبهم ,سنجد ان هناك نظاما واركانه في لبنان قد تجاوزوا فظائع تلك الدكتاتوريات بعد ان مارسوا القتل في سنوات الحرب ثم عادوا ومارسوا السرقة والفساد في سنوات السلم وصولا الى سرقة كل ارزاق الناس عدا عن السرقة الموصوفة لخيرات هذا الوطن الجريح والمذبوح بايديهم دون سواهم .
ثلاثة ايام مرت على اكبر تفجير شهده هذا العالم حصل في عاصمة الشرق بيروت واودى بحياة ما يقارب 150 شهيدا حتى الساعة واكثر من 8 الاف جريح ولم تعرف اسبابه حتى اللحظة بشكل واقعي والاهم ان احدا ما لم يتحمل المسؤولية بل الوقاحة بان المجرمين يتجولون في مكان تنفيذهم لجريمتهم دون ان يرف لهم جفن ودون ان ينعوا بشكل رسمي ابناء وطنهم وهل الجلاد والقاتل ينعي ضحاياه .
كيف يمكن لحكومة ان تستمر في ظل هذه الكارثة التي كانت تعلم بها عن سابق تصور وتصميم ,كيف يمكن لرئيس جمهورية ان يواصل عمله الاعتيادي وهو كان يعلم بقنبلة المرفأ ولم يحرك ساكنا .
كيف يمكن السكوت بعد مرور 72 ساعة على اكبر كارثة في التاريخ اللبناني وحتى الساعة لم ترفع اصابع الاتهام ضد اي احد بل على العكس فالمشبوه يعين في لجنة التحقيق اي بدري ضاهر الذي سكت طويلا عن كارثة النترات بانتظار نضوج صفقة البيع .
كيف يمكن لرئيس حكومة ان يواصل عمله وهو غير قادر على التجول بين ابناء وطنه ,يخاف منهم ويخشاهم ويحجر نفسه في السراي الحكومي . وكالعادة يريد المحاسبة والاولى به ان يحاسب نفسه ويرحل .
كيف تستمر حكومة فشلت في كل شيئ,فشلت في وقف الاستنزاف ,حكومة تتخذ قرارات في جلسة وتعود لتنقضها في جلسة اخرى على مثال جلسة معمل سلعاتا.
حكومة السلل الغذائية والزراعية الوهمية التي لا تعرف طريقها الى اللبنانيين ابدا بل الى خارج الحدود.
حكومة المازوت الذي يتبخر ولايصل الى خزانات اللبنانين .
حكومة التراخي الامني والشلل الاداري . حكومة الهلع واللا داع للهلع .
انه عهد اعدام لبنان بكل صراحة ولم يكن تفجير مرفأ بيروت سوى حلقة صغيرة في مسلسل اعدام لبنان والآتي اعظم .