وفاة 3 أشخاص في الصين نتيجة التهاب رئويّ حاد ليس إلا بداية لمرض فيروس كورونا (Corona Viruses) الذي بدأ يتفشى مطلع العام الحالي في آسيا. سجلت الصين وحدها 200 إصابة, أضف إلى إصابة شخصين في تايلاند, وشخص واحد في كل من أستراليا وشخص آخر في كوريا الجنوبية آتياً من الصين. الفيروس المتنقل بهذه السرعة لم يمنع المعنيين من طرح احتمال انتقاله إلى الشرق الأوسط بالطريقة ذاتها, أي عبر المسافرين, ما أصاب حالة هلع في لبنان, ودفع البعض إلى التساؤل عما إذا كان لبنان محصّناً لمنع تفشيه.
كورونا من اهم الفيروسات الشائعة منذ مطلع العام 2020, والتي عادةً ما تؤثر في الممرات التنفسيّة. ويمكن لهذا الفيروس أن يصيب المواشي كما الإنسان, وسجلت أول حالة به في مدينة ووهدان الصينية. هذا المرض اختفى العام 2014, كونه تمت عملية السيطرة عليه طبياً (بنسخته القديمة), في الكثير من الدول العربية أهمها: السعودية, وقطر, والأردن, والإمارات, وتونس, وذلك بحسب إحصاءات نشرتها منظمة الصحة العالمية. إشارة الى انه لا يوجد حالياً أي لقاح أو علاج محدد له, والعلاج المتاح هو داعم ويعتمد على حالة المريض السريرية.
"احتمال انتشار هذا الفيروس في لبنان ضئيل جداً", يؤكد رئيس الجمعية اللبنانية للأمراض المعدية والجرثوميّة الطبيب زاهي حلو, معتبراً ان "المرض ينتشر من بلد الى بلد ولا يمكن حصره جغرافياً".
ويقول في حديث لموقع "القوات" الالكتروني, "بدأ المرض في آسيا وانتقل الى السعودية ومنطقة الخليج وتمت عملية حصره سابقاً, واليوم ظهر مجدداً في الصين بحلّة معدلة, وانتقل الى بعض الدول المجاورة جراء السفر". ويضيف, "احتمال وصوله إلى لبنان موجود, في حال قدوم حالة مرضية من الصين او الدول المجاورة لها".
وعن إمكانية معالجة مرضى الـ"كورونا" في المستشفيات اللبنانيّة, يشدد حلو على ان "المستشفيات الصغيرة في لبنان غير مجهزة لاستقبال هذا النوع من المرض, وهي محصورة بالمستشفيات المتخصصة والجامعيّة الكبيرة كمستشفى الجامعة الأميركية, واوتيل ديو, ورزق, اضافة الى مستشفى رفيق الحريري الحكومي كونها مجهزة بغرف معزولة تسمى بـChambre à Pression Négative".
ويوضح ان "الطقس البارد يؤدي الى انتشار الفيروس بكثافة, وتنتقل العدوى عبر النفس لذلك يصل إلى الجهاز التنفسي عبر الهواء".
يؤدي هذا المرض الى احتقان في الأنف والحلق والصداع والسعال وارتفاع في درجة الحرارة, وضيق في التنفس, والتهاب حاد في الرئة, وقصور في أداء معظم أعضاء الجسم, وحدوث فشل كلوي, اضافةً الى الإسهال المفرط لدى المرضى.
ينتظر العالم اليوم القرار النهائيّ الجديد لمنظمة الصحة العالمية, الذي سيصدر قريباً, بشأن ما إذا كان يشكل فيروس كورونا الجديد المنتشر في عدة بلدان آسيويّة حالة طوارئ للصحة العامة مثيرة للقلق دولياً.
وحتى اصدار قرار المنظمة يبقى أن هناك نصائح للوقاية منه, كتجنب الاتصال المباشر مع الحيوانات الموجودة في المزارع أو الحيوانات البرية, وتجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص الذين يعانون من التهابات الجهاز التنفسي, والإكثار من غسل اليدين خصوصاً بعد الاتصال المباشر مع المرضى في المستشفيات او خارجها.