منذ كان يافعًا, دعاه الربّ يسوع ليكون واحدًا من كهنته, فقدّم نفسه ذبيحة على مذابح الربّ. وبعد أن سيم كاهنًا على مذابح الرهبانيّة الشويريّة اختارته الأمّ الرهبانيّة الباسيليّة الشويريّة ليكون عاملًا في حقل التربية في الكلّيّة الشرقيّة الباسيليّة, ومرشدًا للشبيبة في أبرشيّة زحلة للروم الملكيّين الكاثوليك, ودعي حينها "كاهن الشباب".
أثناء عمله في حقل التربية, صوّب سهامه نحو الاختصاص في مجال إدارة المدارس, لأنّه شعر أنّ لديه الكثير من الأهداف التربويّة يمكنه تحقيقها, وبالفعل حقّقت له الأمّ الرهبانيّة هذا الحلم الذي حمله في عقله متنكّبًا طموحاته كلّها, وغارسًا في قلبه إيمانه بالربّ يسوع, فسافر إلى فرنسا التي لم يعد منها إلّا حاملًا شهادتي دكتوراه في "إدارة المدارس والعلوم التربويّة".
بعد عودته إلى لبنان, عيّنته الأمّ الرهبانيّة رئيسًا لدير القيامة في شبروح- فاريّا, حيث كان له دور كبير في إقامة الكثير من النشاطات الروحيّة التي أعادت إلى المنطقة الألق الإيمانيّ المسيحيّ.
وفي أواخر آب 2019, التأم مجمع المدبّرين برئاسة الرئيس العامّ الإكسرخوس شربل معلوف, فانتخب الأب شربل أوبا, بالإجماع, رئيسًا للكلّيّة الشرقيّة خلفًا للأب سابا سعد, الذي تولّى رئاسة المدرسة لمدّة اثني عشر عامًا, وفي مطلع شهر أيلول تسلّم الأب شربل أوبا الرئاسة ليكمل مسيرة من سبقوه من الرؤساء السابقين.
الأب الدكتور شربل أوبا, لا يفوّت فرصة تربويّة سانحة إلّا ويتصيّدها, وكلّ ذلك لمصلحة المدرسة وأبنائه الطلّاب. إنّهم أمانة بين يديه, وهو المعروف عنه بأنّه لا يفرّط بهذه الأمانة مهما كانت.
ففي العاشر من كانون الثاني 2020 شارك الأب أوبا بـ "مؤتمر الإدارة التربويّة" الذي نظّمته الإمارات العربيّة المتّحدة في الشارقة, وأقيمت مفاعيله على مدى ثلاثة أيّام من 10 إلى 12 كانون الثاني, بهدف مناقشة القضايا التربويّة والتعليميّة في مختلف المراحل الدراسيّة والتعليميّة. لم يكن الأب شربل أوبا حاضرًا فحسب, بل كان مشاركًا, إذ قدّم بحثًا عن الواقع
اللبنانيّ تحت عنوان: "تأثير رئيس المدرسة في التخطيط التربويّ والتعليميّ", كما أنّه كان متفاعلًا في كلّ المواضيع التي طرحت, فكان له العديد من المداخلات التربويّة أثبت من خلالها أنّه الشخص المناسب في المناسب.
يومًا بعد يوم, يظهر لنا الأب شربل أوبا ذاك الإنسان الذي يعرف ما يريد, والقائد الذي يقود سفينة المدرسة التي تسلّم زمام أمورها إلى حيث يجب أن تكون, إلى برّ الأمان التربويّ, والرئيس المحبوب من مكوّنات المدرسة جميعهم, إنّه ذاك الأمل الذي يعيد إلى المدرسة, التي أَحبّ ونحبّ, ألق الريادة فتعود المنارة التي تنير دروب المعرفة والثقافة, وتهدم جدران الجهل والانجرار خلف الموبقات, وتبني صروح العلم والثقافة والحضارة.
بورك الأب الرئيس شربل أوبا, ومنّ الله عليه بالصحّة والعافية والنشاط, ليتمكّن من تحقيق طموحاته الروحيّة والتربويّة جميعها, ليس في الكلّيّة الشرقيّة الباسيليّة وحسب, بل في زحلة والبقاع ولبنان, ليقود الشبيبة, في أيّ بقعة من هذه الأرض المقدّسة, نحو طريق القداسة والعلم والثقافة.