كتب رئيس مجلس إدارة مصلحة الابحاث العلمية الزراعية في تل عمارة الدكتور ميشال افرام عن زيارته الى روما ولقائه قداسة البابا ما يلي :خلال حياتي وخلال مسيرتي المهنية منذ العام ١٩٨٥, كنت مؤمناً وملتزماً بتربية أهلي وبروح الإنسانية وبتعاليم الكنيسة.
عشت أياماً وسنيناً صعبة وواجهت صعوبات ومشاكل كثيرة, سافرت كثيراً وشاهدت ملايين الأشخاص من مختلف الأديان.
اتخذت قرارات صعبة وقاسية في عملي وحياتي في سبيل الحفاظ على الحقيقة والأمانة والالتزام بالاخلاق وبتعاليم الكنيسة.
كل هذه الأمور إضافة الى حوادث كثيرة التي يعرفها القليلون لمست خلالها الحماية الإلهية وخاص حماية أمنا العذراء ولمست رضى الله – رضى الله من رضى الوالدين.
قررت ان لا أرفض أي طلب مساعدة لاحد,ان لا أقول اني متعب واني غير قادر على خدمة الناس.
وباصرار اهلي ومساندتهم لي, استمريت بهذا النهج, الذي اتعبني كثيراً, في مجتمع مادي, ومصالح مادية, وسياسية وحياكة أكاذيب ومؤامرات وغيرها...
بعد لقاء قداسة البابا, والاحساس بعظمة قداسته وعظمة الديانة المسيحية, اشكر ربي وامي العذراء على ما انا فيه من عمق ايماني الذي اصبح اعمق بكثير وانفتحت آفاقي على الأديان والطوائف الأخرى المسيحية والغير مسيحية لانني لمست ان أساس كل ديانة او طائفة هو "الانسان" أي "ابن الله" .
امام عظمة الفاتيكان, وبحضور قداسة البابا, وبالحديث معه وبلقائه, احسست نفسي صغيراًجداً لما لهذه العظمة الإلهية من رهبة ووقار, وبعدها احسست بالرغم من كل ما لدي من اوسمة وجوائز,ان أهم شيء هو ايماني بالله وأمنا العذراء وبيسوع المسيح, وبقبولي بباقي الطوائف والأديان اخوة لي في الإنسانية.
احسست ايضاً بقوة في داخلي لمحاربة الفساد والفاسدين واحقاق الحق واعطائه لاصحابه والاستمرار بالشفافية والاستقامة مهما كلف الامر.
صلب سيدنا المسيح في سبيل كل هذه الأمور, ثار على الفساد وعلى تجار الهيكل, وما أكثرهم حالياً داخل وخارج الهيكل: لقد أعطى حياته لخلاص البشرية.
اما نحن فاننا نهلك البشرية في سبيل مصالحنا وواطماعنا وفسادنا.
يا له من إحساس قوي متناقض بين التضحية للإنسانية والتضحية بالانسانية – آلاف الأشخاص انتظروا من الساعة ٥ صباحاً لمقابلة قداسة البابا – أشخاص عندهم حاجات خاصة, افراد, ازواج....
بعد لقاء قداسة البابا فرنسيس, اعود الى وطني, الى عملي, الى زحلة, أعود أقوى بايماني, بعصاميتي, قالحق سلطان والأمانة رهبة وحب الآخر واجب, والمسامحة قوة جبارة.
اشكر السفارة البابوية في لبنان لمساعدتي في اكتشاف ذاتي مجدداً وبشكل أعمق من السابق.
أشكر قداسة البابا فرنسيس لاعادة احيائي انساناً مؤمناً , مسالماً, محارباً في سبيل الحق والإنسانية.أشكره لأنه جعلني أشعر ان العالم فارغ من كل شيئ الا من المحبة والتسامح والخير.
اشكر زملائي في المصلحة على اعتباري فرداً من عائلتهم.
اشكر اهلي على حسن تربيتي.
اشكر اولادي على ايمانهم بي.
اشكر اخواتي على صلواتهم لي.
اشكر الأقارب والأصدقاء والجميع على محبتهم لي.
ميشال انطوان افرام