منذ العام 2002 دق رئيس مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية الدكتور ميشال افرام اول ناقوس لخطر التلوث محذرا من تراجع المتساقطات المطرية وارتفاع حجم الملوثات الجرثومية والكيميائية في الترب الزراعية والمجاري المائية والسلع الزراعية .
آنذاك كان التلوث لا يزيد اضعاف عن المعدلات المسموح به وكانت معالجته لاتزال متوفرة وممكنة باقل الكلف ولكن لم يتحرك احد
اتى البيان رقم واحد من مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية بتوقيع رئيس مجلس الإدارة المدير العام الدكتور ميشال افرام في بداية الشتاء وآنذاك حذر افرام من فيضان متوقع لنهر الليطاني مع كل ما يحمله من ملوثات وهذا ما حصل بالفعل واتت نتائج الاختبارات التالية لتؤكد وصول التلوث الى السلع والترب الزراعية والابار الجوفية وصولا الى جسم الانسان حيث اكدت الفحوصات المخبرية وجود كمية كبيرة من النترات في جسم الانسان تفوق ما يمكن ان يتسرب الى جسمه وجرى التأكيد بان تفاعلات هذه المادة في جسم الانسان ستؤدي الى افراز مادة مسرطنة في جسمه .
مر التقرير الاول ولم يحرك أحدا ما في هذه الدولة ساكنا, توالت التقارير والتحذيرات ووصل عددها الى حدود المئات ووصلت نسخ منها الى الرؤوساء الثلاثة وكامل أعضاء المجلسين النيابي والوزاري منذ العام 2003 الى اليوم ولم يقرأها أحدا.
أكمل الدكتور ميشال افرام تحذيراته ووسع من خريطة فحوصاته ونتائجها الكارثية, لم يصدقه أحدا ولم يلتفت اليه أي من المسؤولين الذين صموا أيضا آذانهم اليوم عن صراخ سكان حوض الليطاني الذين يتعرضون لابادة ممنهجة مشرعة بالاهمال الرسمي .
حاول كثيرون في الدولة وبدلا من اعلان حالة الطوارئ والمباشرة بالمعالجة الجدية,حاولوا اسكات صوت المصلحة وكان افرام لهم بالمرصاد وواصل تحذيراته الموثقة بارقام التلوث التي كانت تتصاعد من شهر الى شهر,ولم يتوقف افرام بل وسع من خريطة وحجم المختبرات وانواعها لتواكب كل المخاطر والتنبيه منها واعتبر افرام ان قضية التلوث قضية وطنية ويجب ان تتحول الى جهد يومي وحالة طوارئ .
وأشار افرام الى ان الواقع البيئي في تدهور مستمر بسبب انعدام المعالجة وانخفاض المياه والتوجه الى استعمال مياه الصرف الصحي في عملية الري ناهيك عن تدهور نوعية المياه الجوفية بسبب تسرب التلوث الى الطبقات الجوفية .
ولفت افرام الى ان استغاثات المصلحة وفحوصاتها البيئية وصلت الى كل العالم والمصلحة وخبرائها يشاركون في اغلب المؤتمرات العلمية والبيئية والبحثية وكل العالم يعترف بالدور البيئي والارشادي والزراعي للمصلحة وفنييها اصبحوا موضع احترام واليوم انا كرئيس لمصلحة الأبحاث العلمية الزراعية أشارك في المغرب ضمن فعاليات مؤتمر "القرن الجاف" الذي يناقش موضوع الزراعة بمشاركة اكثر من 80 بلدا حول العالم وبعد هذا المؤتمر سانتقل الى فرنسا والقاهرة وتونس لمتابعة مؤتمرات زراعية أخرى .