انعقد في مطرانية سيدة النجاة في زحلة اللقاء الكاثوليكي الثالث بتاريخ 10 ايلول 2019 بدعوة من صاحب السيادة المطران عصام يوحنا درويش, وضم نخبة من الوجوه الشبابية من طائفة الروم الملكيين الكاثوليك بين محامين, مهندسين, مصرفيين, تجار ورجال اعمال.
استهل اللقاء بكلمة للمطران درويش رحّب فيها بالحضور , وشدد على دور كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك في تنمية الفكر التحرري الكنسي.
ومما قال : " الكنيسة الملكية هي كنيسة الانفتاح, لها خصوصياتها ولكن لها تحدياتها. تميزت عبر تاريخها بالتثاقف, اي انها كانت دوماً تستفيد من الثقافات الاخرى ولكنها كانت تحافظ على هويتها.
لعبت منذ بدايتها دوراً مهماً في الفكر التحرري الكنسي الذي كان يواكب العصر, كما لعبت دوراً في تقريب الكنيسة الشرقية من الكنيسة الغربية. هذا الدور الوحدوي ظهر مع افتيميوس الصيفي, مؤسس الرهبانية المخلصية في كتابه "الدلالة اللامعة" سنة 1710, الذي بعث روح الكثلكة في الشرق وأقام جسر تفاهم بين الكنيستين الشرقية والغربية ومعه تذوق المسيحيون اولى ثمار الوحدة.
وتابعت الكنيسة الملكية دورها الوحدوي مع البطاركة والاساقفة حتى يومنا هذا.
وكنيستنا رائدة في العمل الاجتماعي, تحتضن اليوم اكثر من 200 مؤسسة تربوية واجتماعية في لبنان والدول العربية, لكن كنيستنا, لا سيما في زحلة, تتعرض لتحديات كثيرة أهمها غياب التضامن بين ابنائها, علمانيون بين بعضهم البعض, وعلمانيون واكليروس.
وغياب التضامن هذا بدأ يهدد وجودنا ودورنا التاريخي في المنطقة.. أما العلاقة بين المطرانية والسياسيين الكاثوليك فما زالت منذ اكثر من مئة سنة تهتز بين الحين والاخر, وتوتر العلاقات يعود ربما الى الدور الذي أعطي لمطران الابرشية عبر التاريخ.
توتر العلاقات يعني اسقاط دور المطرانية التاريخي واضعاف القيادة السياسية.
ما هي الحلول؟
هذا هو هدف اجتماعنا اليوم لنكتشف دورنا في تقوية التضامن والوحدة, فالتشرذم والتفرقة تجعلان التاريخ يتخطانا."
وركّز المجتمعون على هوية ودور الطائفة في المجتمع الزحلي والبقاعي واللبناني, وطرح الجميع هواجسهم ومخاوفهم من حالة التشرذم السائدة حالياً كما طرحوا افكاراً للخروج من هذه الحالة وتقوية التضامن الداخلي , وابدوا اندفاعهم للعمل والدفاع عن المطرانية ومؤسساتها في وجه ما تعرّضت له في الفترة الأخيرة.
واتفق المجتمعون على توسيع مروحة الإتصالات مع الزحليين المنتشرين في لبنان والعالم بهدف تعزيز التواصل بين المطرانية وابنائها .
وخلال الإجتماع تمت الإضاءة على العمل الجبّار الذي تقوم به المؤسسات الإجتماعية التابعة للمطرانية, كطاولة يوحنا الرحيم والجمعية الخيرية الكاثوليكية, في مساعدة المحتاجين والفقراء في ظل الوضع الإقتصادي الراهن.
ويأتي هذا اللقاء استكمالاً للقاء الكاثوليكي الأول الذي عقد بتاريخ 19 آب 2016 , واللقاء الكاثوليكي الثاني الذي عقد في 10 ايلول 2016 , وضموا وجوهاً بارزة من طائفة الروم الملكيين الكاثوليك, من وزراء ونواب ومسؤولين.
مطرانية سيدة النجاة استضافت اللقاء الكاثوليكي الثالث